كشفت مصادر خاصة لـ"إرم نيوز" أن المبعوث الأمريكي الخاص، آموس هوكستين، يمارس ضغوطًا مكثفة لضمان انتخاب قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية خلال الجلسة المقررة بعد يومين.
وتربط الولايات المتحدة استمرار وقف إطلاق النار جنوب لبنان، وانسحاب إسرائيل من المناطق الحدودية، بالإضافة إلى تقديم مساعدات إعادة الإعمار وتمويل وتسليح الجيش اللبناني، بتنفيذ هذا الخيار، مما شكّل ضغطًا غير مسبوق على "الثنائي الشيعي".
ويرى المحلل السياسي عبد النبي بكار أن إصرار واشنطن على دعم ترشيح العماد عون للرئاسة ينبع من رغبتها في تحقيق نقلة نوعية في لبنان وسط التغيرات الجيوسياسية في المنطقة.
وأوضح بكار أن هوكستين يمتلك خبرة واسعة في الشأن اللبناني، خاصة بعد نجاحه في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، مما يجعله ملمًا بالتعامل مع "الثنائي الشيعي" المتمثل برئيس مجلس النواب نبيه بري وحلفائه.
وأشار بكار إلى أن الملفين الأمني والعسكري في الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى إعادة الإعمار، يمثلان أولوية للرئيس المقبل. وأضاف أن الولايات المتحدة تمتلك النفوذ اللازم لتحقيق تقدم في هذين الملفين، سواء عبر مساعداتها المباشرة أو تأثيرها على الدول الداعمة للبنان، سواء كانت عربية أم غربية.
وفي هذا السياق، أشارت الدكتورة مي عبد الرحمن، المتخصصة في الشؤون الدولية، إلى أن الضغط الأمريكي يعكس رغبة دولية جماعية في إعادة لبنان إلى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة السياسية بسبب هيمنة حزب الله على القرار السيادي اللبناني.
وأكدت عبد الرحمن أن إيصال قائد الجيش إلى الرئاسة يمثل خطوة نحو بناء دولة قوية قادرة على استقطاب المساعدات الدولية، وإنقاذ لبنان من أزماته الاقتصادية والسياسية، على حد تقديرها.
وشددت عبد الرحمن على أن الولايات المتحدة ترى في انتخاب رئيس قوي مثل العماد جوزف عون خطوة أساسية لضمان استقرار لبنان، واستعادة ثقة الدول المانحة، والتصدي لتجاذبات سياسية عرقلت ملفات حيوية، مثل استخراج النفط والغاز، وفق قولها.
بحسب عبد الرحمن، فإن النجاح في فرض قائد الجيش كرئيس للجمهورية سيكون بمثابة كسر لنفوذ حزب الله، الذي يُعتبر عقبة رئيسية أمام استقرار لبنان. وأضافت أن الجانب الأميركي يدرك أن إخفاق حزب الله في فرض خياراته الرئاسية سيوجه رسالة واضحة بتراجع قوته السياسية داخليًا.
يحذر الخبراء من أن استمرار الفراغ الرئاسي أو انتخاب شخصية ضعيفة سيُبقي لبنان في عزلة دولية، ما يعني استمرار الانهيار الاقتصادي والاجتماعي. وتشير التقارير إلى أن الدول الداعمة للبنان ترى أن انتخاب رئيس قوي يمثل أولوية لإعادة بناء الدولة، وإنهاء التأثير السلبي للعوامل الإقليمية والدولية على المشهد اللبناني.
وتتجه الأنظار نحو الجلسة الرئاسية المرتقبة في ظل ضغوط أمريكية ودولية غير مسبوقة لإتمام انتخاب قائد الجيش، وسط تباينات داخلية لبنانية تضع البلاد أمام مفترق طرق حاسم لمستقبلها السياسي والاقتصادي.