رجح خبراء ومختصون في الشأن السياسي أن يسرّع التدخل الأمريكي مع إسرائيل ضد إيران في إبرام صفقة شاملة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، تنهي الحرب الدائرة بين الجانبين منذ أكثر من عشرين شهرًا.
وبشكل مفاجئ أقدمت الولايات المتحدة على التدخل في الحرب الدائرة ضد إيران، وذلك من خلال قصف ثلاثة مفاعلات نووية إيرانية، في حين تزامن ذلك مع تقارير إعلامية تشير إلى قبول حماس بصفقة تبادل رهائن ووقف إطلاق نار مع إسرائيل.
ونقلت وكالة أنباء "شينخوا" المحلية، عن مصادر مصرية وصفتها بالمطلعة، قولها، إن "حماس وافقت على صفقة تهدئة مؤقتة مع إسرائيل"، مشيرةً إلى أن الحركة أرسلت، أمس السبت، وفدًا للقاهرة لبحث جدول زمني لتنفيذ الاتفاق.
ووفق المصدرين، فإن "الصفقة تمتد لشهرين في مرحلتها الأولى إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء محتجزين في غزة، وتسليم جثامين ما بين 10 إلى 16 محتجزًا"، لافتين إلى أن المرحلة التالية تتضمن الإفراج عن بقية الجثامين، تمهيدًا للتباحث حول وقف شامل لإطلاق النار.
تغيير قواعد المنطقة
ويرى الخبير في الشأن السياسي، أيمن يوسف، أن "الهجوم الأمريكي على إيران سيكون سببًا في تغيير قواعد التوتر الأمني والعسكري في المنطقة، وسيجبر الأطراف جميعا على إعادة حساباتهم، بما في ذلك حركة حماس".
وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "ذلك يمثل إشارة إلى سعي الولايات المتحدة لفرض حل للواقع الأمني بالشرق الأوسط بالقوة، وإزالة التهديدات التي ينظر إليها على أنها تهديدات بعيدة المدى مثل البرنامج النووي الإيراني".
وأضاف "بتقديري حماس ستكون مضطرة ومتحمسة أكثر من أي وقت مضى للتوصل لصفقة شاملة مع إسرائيل، وإن بدأت باتفاق جزئي، خاصة وأن الضغط الإيراني سيكون أقل عليها في الوقت الحالي في ظل سعي طهران لإبرام اتفاق".
وتابع "سيكون الاتفاق بين حماس وإسرائيل بشأن الحرب في غزة مدخلًا للاتفاق بين طهران من جهة وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى"، مبينًا أن رفض حماس للتوصل لأي اتفاق سيكون سببًا في ملاحقة أمريكية مباشرة لقادتها في الخارج، وفق تقديره.
صفقة مؤقتة
من جانبها، ترى الخبيرة في الشأن السياسي، رهام عودة، أن "الأجواء مهيّأة في الوقت الحالي للتوصل إلى صفقة مؤقتة بين حماس وإسرائيل"، مشيرةً إلى أن هذه الصفقة قد تتطور خلال مرحلة ما لتصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب.
وأوضحت عودة، لـ"إرم نيوز"، أن "أهم الصعوبات التي كانت تعترض الصفقة بين حماس وإسرائيل، والمتمثلة في ربط القضية بمفاوضات إيران السابقة مع الولايات المتحدة بشأن المشروع النووي، والذي كان يتطلب تنسيقًا بين الحركة وطهران في أي اتفاق، قد أُزيلت".
وزادت: "مع انشغال إيران في حربها ضد إسرائيل، ستتجه الأمور نحو موافقة الحركة على صفقة مؤقتة مع حكومة بنيامين نتنياهو، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومحاولة الحفاظ على صمود الجبهة الداخلية الفلسطينية، والسيطرة على الوضع الأمني في غزة".
وأشارت الخبيرة السياسية إلى أن "حماس بحاجة إلى مثل هذا الاتفاق في الوقت الحالي، من أجل منع أي دور مستقبلي للميليشيات العشائرية والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في غزة"، متابعة: "نحن قريبون جدًا من الوصول إلى صفقة مؤقتة قد تؤدي إلى إنهاء الحرب".