قُتل ما لا يقل عن 71 فلسطينيا، ليل الأربعاء الخميس، فيما واصلت القوات الإسرائيلية استهداف البنية التحتية المدنية في أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك استهداف عيادة تابعة للأونروا تؤوي نازحين في جباليا.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الهجوم أسفر عن مقتل 22 شخصًا على الأقل، بينهم 9 أطفال.
وقال المكتب، في بيان،"ندين بأشد العبارات استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين والنازحين، ونستنكر هذا الهجوم البربري الذي استهدف عمدًا المرافق الطبية والمناطق الإنسانية".
وشهد القطاع أيضًا عدة غارات إسرائيلية على خان يونس ورفح ومخيم النصيرات للاجئين، وسط تصاعد العمليات العسكرية.
ووسط التصعيد العسكري، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش سيوسع عملياته في غزة، قائلًا: "سنسيطر على مناطق واسعة من القطاع، وندمر البنية التحتية الإرهابية".
وأكد كاتس أن هذه المناطق ستصبح جزءًا من "المناطق الأمنية الإسرائيلية"، دون تحديد المساحة التي تنوي إسرائيل ضمها.
تزامنًا مع التصعيد العسكري، تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 1042 شخصًا قُتلوا في القطاع منذ استئناف إسرائيل عملياتها الشهر الماضي، ليصل إجمالي عدد الضحايا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 50,399 قتيلًا.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن نقص المساعدات أدى إلى ارتفاع الأسعار واندلاع منافسة شرسة على الغذاء، وبعد قرار إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية قبل نحو شهر، أغلقت المخابز تباعًا بسبب نقص الدقيق وغاز الطهي.
وصرّح عبد الناصر العجرمي، رئيس جمعية المخابز في غزة، للصحيفة، "كنا نستهلك 300 طن من الدقيق يوميًا لتوفير الخبز لـ70% من السكان، لكن الآن المخزون نفد، الناس يتجهون نحو المجاعة".
وأعلنت الأمم المتحدة أن 91% من سكان غزة يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.
فيما حذر برنامج الغذاء العالمي من نفاد آخر الطرود الغذائية بحلول الخميس، مشيرًا إلى أن الإمدادات المتبقية لن تكفي لأكثر من أسبوعين.
واتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بتعمد منع وصول المساعدات، قائلة إن نصف مساحة غزة تخضع لأوامر إخلاء أو تصنيفها كمناطق محظورة.
وفي رد على مزاعم إسرائيل بأن هناك "ما يكفي من الغذاء في غزة"، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة: "هذا كلام سخيف، إذا لم يتوفر الدقيق أو غاز الطهي، كيف ستعمل المخابز؟ برنامج الأغذية العالمي لا يغلق مخابزه عبثًا".
وأضاف أن وقف إطلاق النار السابق أتاح تدفق المساعدات، مما أدى إلى انخفاض الأسعار وانتعاش الأسواق، مشددًا: "يجب أن نعود إلى ذلك".