انفجارات غامضة في صنعاء.. ماذا يجري تحت الأرض؟

كشفت مصادر عسكرية يمنية لـ"إرم نيوز" حقيقة سماع أهالي صنعاء أصوات انفجارات عنيفة، في أوقات متفرقة خلال الفترة الأخيرة، دون الإعلان عن وقوع أي هجمات عسكرية خارجية.

وتشير التفاصيل، بحسب المصادر، إلى أن العديد من أبناء العاصمة اليمنية صنعاء، المختطفة لدى الحوثيين، أكدوا سماعهم، خلال أوقات متفرقة، لا سيما عقب إعلان الولايات المتحدة وقف عملياتها العسكرية ضد مواقع ومقار الميليشيا الحوثية في 6 مايو/أيار الماضي، أصوات انفجارات عديدة، ارتفعت وتيرتها أخيرًا.

وذكرت المصادر العسكرية أنه "عند التحري للتأكد من صحة المعلومات التي وردت إلينا، تأكدنا من صحتها، وتبيّن لنا أن أصوات الانفجارات العنيفة التي تُسمع بين الحين والآخر، ناجمة عن قيام الحوثيين بإنشاء أنفاق وخنادق وتحصينات جبلية جديدة، للاستفادة منها في إخفاء أسلحتهم ومعداتهم العسكرية الحربية، وحمايتها من أي استهداف مقبل".

وبيّنت المصادر أن "ميليشيا الحوثي خسرت العديد من تلك الأنفاق الجبلية، التي ركّزت المقاتلات الجوية الأمريكية على استهدافها خلال عمليتها العسكرية الثانية، التي امتدت منذ منتصف مارس/آذار الماضي، إلى أواخر الأسبوع الأول من الشهر الفائت، وتحاول تعويضها بإنشاء أخرى مماثلة".

وكانت مصادر متطابقة قد أفادت، في تصريحات سابقة لـ"إرم نيوز"، بأن "ميليشيا الحوثي استطاعت، على مدار سنوات سابقة، تطويع البيئة الجغرافية الجبلية التي تمتاز بها المدن والمحافظات اليمنية، خصوصًا الشمالية في مناطق نفوذها، من خلال تحويلها إلى مخازن وتحصينات وملاجئ تُخفي وتحمي ترسانتها العسكرية، عبر إنشاء شبكات أنفاق واسعة في أعماق الجبال".

وأضافت المصادر: "إذ عمدوا، وبالاستعانة بخبراء من إيران وحزب الله، ومنذ وقت مبكر، إلى العمل على تطوير شبكة واسعة من الأنفاق والممرات الجبلية، لتحصين منظومة الصواريخ والطيران المُسيّر التي يملكونها، بمساعدة طبيعة التضاريس الجبلية الصعبة والمعقدة، لا سيما في مناطق ومحافظات مثل صعدة وعمران وصنعاء".

وأشارت المصادر إلى أن "المناطق الجبلية المعقدة، التي طوعها الحوثيون، تُعد من أهم مستودعات تخزين السلاح والصواريخ لدى الميليشيا، كون هذه المناطق الجبلية تمثل تحصينات صخرية صعبة ومعقدة جدًا، ساعدت الحوثيين على الاحتفاظ بجانب من قدراتهم وأسلحتهم الاستراتيجية".

الجدير بالذكر أن القوات الأمريكية لجأت، خلال تنفيذ هجماتها العسكرية، إلى استخدام "القنابل الارتجاجية" الأكثر قدرة على إحداث اختراقات في التحصينات الجبلية شديدة الوعورة، لاعتماد الحوثيين الكبير عليها في حماية ترسانتهم العسكرية من أي محاولات لاستهدافها.