بعد تحقيقه اختراقاً مهماً في القارة الأوروبية، بدأ الرئيس السوري، أحمد الشرع، تركيز جهده الدبلوماسي نحو الولايات المتحدة، إذ كشفت تقارير صحفية عن طلبه لقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال زيارته المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية.
ووفق خبراء، يعوّل الشرع على اللقاء الذي لم يلقَ بعد موافقة أمريكية، على تقديم صورة "مختلفة" لترامب، وإبداء حسن نوايا تجاه إسرائيل، مع ترجيح أن يطلب الانضمام إلى "اتفاقيات إبراهيم".
وتتفاءل أوساط سورية بإمكانية عقد اللقاء، وتغيير إدارة ترامب سياستها تجاه الحكم الجديد في دمشق، وإن كانت بعض الآراء تعتقد أن من المبكّر الحديث عن "انفراجة كبرى" قبل تأكد واشنطن من تلبية الشرع لكل الشروط السابقة التي وضعتها قبل تحقيق التقارب.
وكانت إدارة ترامب اشترطت على الرئيس السوري، الحد من نشاط الفصائل الفلسطينية على الأراضي السورية، وإقصاء "الأجانب" من المناصب في الحكومة الجديدة، وإظهار "روح مدنية" محل النهج المتشدد، وإشراك الأقليات في الحكم، وحمايتها، وهي مطالب لقي بعضها استجابة فورية.
وكان الشرع العائد من باريس بعد لقاء "غير عادي" مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد أرسل رسائل عبر وسطاء إلى إسرائيل، فيما يبدو أنها تهيئة الأجواء للقاء ترامب، بحسب المحلل السياسي غسان يوسف، بانتظار أن تقوم الإدارة الأمريكية بـ"عمل ما".
ولفت غسان يوسف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الشرع أراد تهيئة الأجواء أكثر أمام اللقاء "المحتمل" مع ترامب، عبر تصريحات كشفت عن وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، مع إبداء حسن نوايا تجاه الانضمام إلى "اتفاقيات إبراهيم"، وإنهاء "العدوان" الإسرائيلي على سوريا.
ولا يستبعد غسان يوسف أن تغيّر إدارة الرئيس ترامب نظرتها إلى الرئيس السوري وحكومته، مستدركاً أن هذا يتطلب تنفيذاً "حقيقياً" للشروط التي وضعتها واشنطن قبل التقارب مع دمشق الجديدة.
بيد أن الخبير الاستراتيجي، الدكتور عامر السبايلة، يعتقد أن من المبكر جداً الحديث عن انفراجة كبرى وقبول أمريكي للشرع، معتبراً أن "كثيراً من الأمور ما تزال ناقصة في الداخل السوري" ويتطلب إنجازها قبل تأهيل الرئيس الجديد للقاء ترامب.
وقال في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن الشرع يحاول لفت نظر إدارة ترامب برسائل متعددة، منها العلاقة مع إسرائيل، وإمكانية انضمام قواته الجديدة في حرب مقبلة ربما ضد تنظيم داعش، لإدراكه أنه لا يمكن للنظام الجديد في دمشق أن يلقى قبولاً دولياً من دون علاقة جيدة مع أمريكا.
وأكد أن هناك محاولات عربية عديدة لتقريب الشرع من الولايات المتحدة، مجدداً اعتقاده أن ما يجري في الداخل السوري من أزمات، قد يعيق هذا التقارب.