إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
أخبار

"فورين أفيرز": حرب أوكرانيا قد تخرج عن السيطرة بحادث بسيط

"فورين أفيرز": حرب أوكرانيا قد تخرج عن السيطرة بحادث بسيط
19 يوليو 2022، 10:56 ص

حذرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، من أن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تخرج عن السيطرة وتؤدي لمواجهة روسية-غربية شاملة نتيجة حادث بسيط غير متعمد.

وأشارت المجلة إلى أن روسيا وفي مواجهتها الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حددت خطوطا حمراء "غير مرئية"، يجب على كلا الطرفين عدم تجاوزها؛ من أجل ضمان عدم اندلاع مواجهة شاملة.

وقالت المجلة: "ما الذي يمكن أن يهدد القواعد غير المرئية التي وضعتها الولايات المتحدة وروسيا.. أحد الاحتمالات هو مجرد حادث صغير.. والآخر هو دائرة الأحداث التي تتطلب التصعيد.. ومن المؤكد أن هذه الاحتمالات يمكن أن تتقارب، ويمكن أن يكون حادث واحد ذريعة لدوامة تصعيدية -كما حدث أحيانا خلال الحرب الباردة".

ونوهت المجلة بأزمة الصواريخ الكوبية، العام 1962، والتي قالت إنها كادت أن تؤدي إلى "كارثة" لولا "قوة" الرئيس الأمريكي آنذاك جون كنيدي.

قواعد غير مرئية

وقالت "فورين أفيرز" إنه "بالمثل، فإن الحرب في أوكرانيا عرضة للحوادث.. اليوم، تقع المخاوف في الغالب على الجانب الروسي، وقد تكون القواعد غير المرئية للحرب واضحة تماما للرئيس فلاديمير بوتين، لكنها أقل وضوحا لضباطه القياديين الذين يتعامل العديد منهم مع إحباط النكسات في ساحة المعركة ومشاكل المعدات، والقوى العاملة غير الكافية، والجيش الأوكراني الذي قاتل بمهارة وتصميم".

وأضافت: "قد تشجع مغامراتهم على توجيه ضربة جوية أو صاروخية خارج أوكرانيا على سبيل المثال لوقف مرور الأسلحة إلى أوكرانيا.. وسيكون هذا بالطبع هجوما روسيا على دولة عضو في الناتو، وليس لأن الكرملين اتخذ خيارا محفوفا بالمخاطر بشكل مباشر".

ونبهت المجلة في تقريرها إلى أن الخطر هو أن تفسر واشنطن مثل هذا الهجوم على أنه تصعيد يوجهه الكرملين، معتبرة أنه بعد أن بنى حربه بأكملها على المراوغة، قد لا يكون لدى بوتين وسائل موثوقة لتغيير هذا التفسير، ولا قدرة أو استعداد للاعتراف بخطأ.

ضغط على الناتو

وأوضحت المجلة أنه على عكس العام 2014، سيكون هناك ضغط هائل على "الناتو" للقيام بعمل ما، وستفسر العديد من الدول الغربية المتوترة بالفعل الهجوم على أنه علامة على أن روسيا تسعى إلى توسيع حربها.

وقالت المجلة: "نوع آخر من الحوادث يمكن أن يقع على الجانب الأوكراني.. إذ إنه أثناء ضرب أهداف عسكرية في روسيا، يمكن للجيش الأوكراني أن يخطئ في الحسابات ويضرب هدفا مدنيا رئيسا داخل روسيا".

وتابعت: "أخيرا، يمكن لدورة تصعيدية غير مقصودة تشبه أزمة الصواريخ الكوبية أن تتوسع إلى حرب إقليمية أو عالمية.. قد يكون بوتين أقل تهورا من خروتشوف، لكنه أظهر بالفعل عدم قدرته على قراءة السياسة والقدرات العسكرية والروح المعنوية الأوكرانية".

التصعيد بشكل كبير

ورأت المجلة أن بوتين يمكنه بدافع الغطرسة أو الغضب، أن يستنتج أن طريقه الوحيد للمضي قدما هو التصعيد بشكل كبير كوسيلة لدفع الدول الغربية إلى الوراء، وإخافتها مرة واحدة وإلى الأبد، مشيرة إلى أنه قد يفشل في توقع رد الفعل الذي قد يثيره داخل الولايات المتحدة وحلفائها؛ ما يعني أنه سواجه قرارا مؤلما "بالذهاب إلى أبعد من ذلك أو التراجع".

واعتبرت المجلة أنه "على الرغم من هذه المخاطر، يمكن للصبر والهدوء المدروسين منع الصراع في أوكرانيا من الخروج عن نطاق السيطرة".

ولفتت إلى أن النجاح في الحرب يتطلب العمل والسرعة الحاسمان، لكن تعقيد الحرب يمكن أيضا أن يستدعي التقدم ببطء، مضيفة أنه في حال وقوع حادث، أي عمل حربي روسي ضد بلد خارج أوكرانيا على سبيل المثال، وإن لم يأمر به بوتين، سيكون من الأهمية بمكان بالنسبة لواشنطن وحلفائها مراجعة الوضع بدقة.

ورأت أنه قد يكون من الصعب الحصول على أدلة، ولكن يجب على الولايات المتحدة دراسة ردها بمنطق متزن، وليس بالضرورة منطق "العين بالعين"، معتبرة أنه خلاف ذلك "قد يكون من المستحيل على أي من الجانبين عكس دورة التصعيد غير الضرورية".

وختمت "فورين أفيرز" بالقول إنه "كلما كانت وجهة نظر واشنطن وحلفائها أقل ترويعًا، كان ذلك أفضل.. الولايات المتحدة وروسيا ليستا على شفا الحرب العالمية الثالثة، فيما يعاني الجيش الروسي من قيود لا حصر لها.. كما أن الحرب في أوكرانيا ستؤدي باستمرار إلى ظهور حالات طوارئ جديدة وغير مؤكدة ومقلقة ومخيفة، وسيتعين على العالم أن يتعلم كيف يتعايش معها.. استمرت أزمة الصواريخ الكوبية لمدة 13 يوما، ويمكن أن تستمر الأزمة الناتجة عن الحرب في أوكرانيا لفترة طويلة مقبلة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC