قال الجيش السوداني، يوم الإثنين، إنه لن يسمح بانزلاق البلاد إلى الفوضى، على خلفية الأحداث في إقليم النيل الأزرق التي امتدت إلى عدد من الولايات.
جاء ذلك على لسان رئيس هيئة أركان الجيش، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، في تصريحات أدلى بها خلال تلقيه تهاني عيد الأضحى من قادة الجيش.
وأضاف الحسين أن "القوات المسلحة تتابع الأوضاع في المناطق المتأثرة بتداعيات الأحداث الأخيرة وتعمل على احتوائها بالتنسيق مع لجان الأمن"، معربا عن أسفه "لما حدث في إقليم النيل الأزرق".
وأكد "قدرة القوات المسلحة وجاهزيتها وأنها في أفضل حالاتها لتأمين البلاد ومقدراتها، وأنها لن تفرط في أمن البلاد أو تماسكها".
وثمن رئيس هيئة الأركان "التنسيق بين لجان أمن الولايات وقيادات الفرق لحفظ الأمن والاستقرار".
ولفت إلى "استعداد قيادة القوات المسلحة لدعم قواتها ومساندة القوات النظامية الأخرى لمجابهة التحديات الماثلة".
واتسعت رقعة الاحتجاجات القبلية في عدد من ولايات السودان، يوم الإثنين، عقب أحداث إقليم النيل الأزرق التي راح ضحيتها العشرات، وسط توقعات بامتداد الأحداث إلى مناطق أخرى.
وأقدم محتجون سودانيون، يوم الإثنين، على حرق مبانٍ بشكل جزئي في ولاية كسلا شرق البلاد، إضافة لإتلاف محول كهرباء المحطة الرئيسية لمياه المنطقة، رفضا للعنف القبلي في إقليم النيل الأزرق شمال شرق البلاد.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورا لحرق مقر أمانة الحكومة بولاية كسلا شرق البلاد، فيما قام محتجون يتبعون لقبيلة "الهوسا" أحد طرفي النزاع بإقليم النيل الأزرق بإغلاق طريق ”القضارف – مدني- الخرطوم“.
وأفادت أنباء بسقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى في ولاية كسلا شرق البلاد.
وقرَّر السودان، يوم الأحد، تشكيل لجنة "تقصي حقائق" بشأن الاشتباكات الدامية في إقليم النيل الأزرق.
جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع، برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
ووجه الاجتماع النائب العام بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق تمهيدًا للمحاسبة، قبل أن يصادق على الإجراءات التي اتخذتها لجنة أمن الإقليم لمنع تفاقم الصراع بين مكونات المنطقة، ومنها حظر التجول لمدة شهر.
وارتفعت حصيلة الاشتباكات القبلية في إقليم النيل الأزرق حتى الأحد إلى 65 قتيلًا، و192 جريحًا، ونزوح 120 أسرة، بحسب وزير الصحة في الإقليم جمال ناصر السيد.
وقال السيد إن "الوضع الصحي في مستشفى الدمازين التعليمي مُزرٍ" ويحتاج إلى الدعم العاجل من الحكومة المركزية، وتحويل بعض الحالات الخطيرة إلى العاصمة الخرطوم.
وفرضت لجنة أمن إقليم النيل الأزرق، الجمعة، حظرًا للتجول لمدة شهر؛ في مسعى لتهدئة الأوضاع الأمنية في المنطقة.