اتهم المغرب، اليوم الثلاثاء، الجزائر، بالضلوع في "أحداث مليلية" التي أودت بحياة 23 مهاجرًا وعشرات الجرحى.
وجاء هذا الاتهام، بحسب بيان صادر عن سفارة الرباط في مدريد، التي أبدت أسفها حيال ما وصفته بـ"الدراما الحقيقية" التي تقف خلفها الجزائر.
وكان نحو ألفي مهاجر اقتحموا، يوم الجمعة الماضي، سياجًا عاليًا يحيط بالجيب الإسباني.
وقالت السلطات المغربية والإسبانية حينها، إن "ذلك أدى إلى وقوع اشتباكات مع قوات الأمن، حيث تمكن أكثر من 100 مهاجر من دخول الأراضي الإسبانية عبر الحدود وهي عبارة عن سياجين متوازيين بارتفاع 6 أمتار".
وبحسب آخر حصيلة، أعلنتها السلطات المغربية، السبت الماضي، فقد تم تسجيل 23 حالة وفاة في صفوف المهاجرين غير القانونيين، بينما يوجد تحت المراقبة الطبية حاليًا عنصر واحد من أفراد القوات العمومية و18 من المقتحمين.
وذكرت سفارة المغرب في مدريد، أن "محاولة عبور السياج الحدودي لمليلية قد تم التخطيط لها من قبل مهاجمين متمرسين في مناطق النزاعات، دخلوا الأراضي المغربية من الجزائر بسبب التراخي المتعمد من هذا البلد في السيطرة على الحدود".
وأكدت أن "المهاجمين تصرفوا بعنف شديد، وكانوا مسلحين بعصي وسكاكين وحجارة، ما جعلهم يتسببون في إصابة 140 فرد أمن، أحدهم مازال في المستشفى".
وأوضحت أن "قوات الأمن أظهرت حسًا عاليًا من السيطرة والاحترافية"، مشددة على أن "حادثة الجمعة غير مسبوقة بسبب الإستراتيجية التي استخدمها المهاجمون الذين توجهوا بدلًا من السياج باتجاه الممرات الضيقة الأربعة المؤدية إلى معبر الحي الصيني في الناظور".
وهذا الاقتحام هو الأول من نوعه منذ عودة العلاقات بين الرباط ومدريد إلى طبيعتها، في منتصف آذار/مارس الماضي، إثر خلاف دبلوماسي استمر قرابة السنة.
وكان المدعي العام الإسباني أمر، في وقت سابق الثلاثاء، بفتح تحقيق في أحداث مليلة المميتة.
وجاء هذا بعد إعلان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أن الرباط ومدريد يعتزمان التحقيق لمعرفة ما حدث خلال محاولة مهاجرين غير نظاميين القفز على السياج الحدودي الفاصل بين الناظور ومليلية، يوم الجمعة الماضي.
وفي مقابلة للوزير ألباريس مع قناة "أنتينا 3" الإسبانية، أكد أن "النيابة العامة المغربية، ومحقق الشكاوى الإسباني، سيحققان في تلك الوقائع التي خلّفت وفيات وإصابات في صفوف المقتحمين، والقوات العمومية المغربية، والحرس المدني الإسباني".
وأشار إلى أنه "دون تعاون قوات الأمن المغربية، والعمل الممتاز الذي تقوم به قوات الأمن الإسبانية، سيكون من المستحيل السيطرة على ظاهرة الهجرة غير الشرعية".