الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، الضوء على آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، إذ كشفت عن "عدم صمود أوكراني" في معركة دونباس المحتدمة الآن، بسبب نقص إمدادات الأسلحة الغربية والهجوم الروسي "الطاحن" هناك.
كما تطرقت صحف أخرى إلى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العمل على "عسكرة" القطب الشمالي ليستغل الثروات هناك، في خطوة سوف تجعل المنطقة ساحة القتال القادمة، إذا لم يتحرك الغرب بسرعة.
احتدام المعارك ومباحثات في الناتو
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن "شرق أوكرانيا شهد قتالا عنيفا يوم أمس، حيث كثفت روسيا هجومها على مدينة سيفيرودونتسك الإستراتيجية في منطقة لوغانسك المشتعلة منذ ما يقرب من شهر، في وقت يستعد فيه مسؤولو حلف شمال الأطلسي (الناتو) للاجتماع اليوم لمناقشة زيادة الدعم العسكري لكييف".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين محليين في مدينة سيفيرودونتسك في شرق البلاد، أن "القوات الأوكرانية تدافع بضراوة عن منطقة أصبحت الآن بؤرة مركزية لقوة النيران الروسية"، مشيرين إلى أن "القتال ما زال مستمرا في سيفيرودونتسك، التي أصبحت معزولة بشكل متزايد بعد تدمير الجسور المؤدية إلى خارج المدينة".
ووفقا للصحيفة الأمريكية، قال سيرغي غايداي، حاكم منطقة لوغانسك، حيث تقع سيفيرودونتسك، إنه "لم يعد بالإمكان إيصال الإمدادات الإنسانية إلى المدينة، وإن أوضاع المدنيين الباقين في المدينة أصبحت صعبة للغاية".
وقالت الصحيفة في تقرير لها "حتى في الوقت الذي تواجه فيه القوات الأوكرانية انتكاسات متزايدة في منطقة دونباس الشرقية، تعهد المسؤولون باستعادة كل شبر من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014، لكنهم يقولون إن هناك حاجة لمزيد من المساعدات الخارجية."
وأشارت الصحيفة إلى أنه "يمكن تحديد مقدار الأسلحة الجديدة المقدمة ونوعها، اليوم، عندما يجتمع المسؤولون في بروكسل تحت عنوان (مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية)، والتي سيرأسها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن".
وأضافت الصحيفة أنه "في حين أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم تكشف عن خططها بشأن المساعدات العسكرية المقبلة لأوكرانيا، أشار المسؤول السياسي الأعلى في وزارة الدفاع (البنتاغون) إلى أن بلاده سترسل أنظمة صواريخ إضافية متعددة الإطلاق، ومن المحتمل أن تذهب إلى أبعد من ذلك لتلبية "المطالب الأوكرانية الملحة".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، أن "الكثير من الداعمين الغربيين لأوكرانيا ما زالوا قلقين بشأن إمداد الأخيرة بالأنظمة المتطورة التي يمكن استخدامها لشن هجمات في عمق الأراضي الروسية والتي قد يستخدمها الرئيس فلاديمير بوتين، كذريعة لضرب دولة من أعضاء الناتو".
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن "الاستيلاء على مدينة سيفيرودونتسك سيكون بمثابة إثبات جديد لتحول روسيا إلى حملة عسكرية مركزة بشكل أضيق تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية في الشرق التي يتحدث غالبية سكانها اللغة الروسية".
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه "في حال سقوط سيفيرودونتسك في الأيام المقبلة، ستكسب روسيا سيطرة كاملة على منطقة لوغانسك، وتضع قوات كييف في موقف ضعيف، وتندفع إلى ليسيتشانسك، وأبعد من ذلك إلى مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك في منطقة دونيتسك".
أوكرانيا لن تصمد
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها، أن "فقدان الجسر الأخير المؤدي إلى مدينة سيفيرودونتسك، والذي يربط بين المدينة الشرقية والأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا في الغرب، قد يؤدي إلى الإضرار بقدرة كييف على الصمود".
وقالت "بعد قصف روسي لا هوادة فيه، فإن تدمير الجسر قد يساعد موسكو في الاستيلاء على مدينة سيفيرودونتسك، من خلال تضييق الخناق على الجنود الأوكرانيين، ومنعهم من تعزيز مواقعهم أو إجلاء جرحاهم أو حتى التراجع".
وأضافت الصحيفة أنه "بينما يزعم المسؤولون الأوكرانيون أن الإمدادات لا يزال بإمكانها الدخول والخروج من المدينة، فإن فقدان الجسر يجعل من غير الواضح ما إذا كان بإمكان القوات الأوكرانية الاستمرار في الدفاع عن المدينة".
واعتبرت الصحيفة أن "تدمير الجسر سيؤدي ،أيضا، إلى قطع الرابط النهائي للطريق بين سيفيرودونتسك التي تقع على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس ومدينة ليسيتشانسك المجاورة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، والتي تقع على أرض مرتفعة إلى الغرب".
ورأت الصحيفة أن "شدة القتال في سيفيرودونتسك تعكس أهميتها كأكبر مدينة في مقاطعة لوغانسك التي ينتظرها سقوط وشيك في أيدي الروس، إذ أصبحت السيطرة الكاملة على منطقة دونباس أولوية عسكرية للرئيس الروسي بوتين بعد أن فشلت قواته في الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف، أو خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا".
وقالت الصحيفة، إنه "على مدى أسابيع، هاجمت القوات الروسية سيفيرودونتسك من الشرق والشمال والجنوب، وقصفتها بالمدفعية في محاولة لدفع القوات الأوكرانية نحو نهر سيفيرسكي دونيتس إلى الغرب".
وأشارت إلى أنه "في الوقت نفسه، قصفت القوات الروسية الطريق السريع الذي يمتد بين ليسيتشانسك ومدينة باخموت إلى الجنوب الغربي في محاولة لقطع خطوط الإمداد الأوكرانية عن الجبهة".
إعارة وتأجير الطاقة
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن "مسؤولي الطاقة الأوكرانيين يخوضون سباقًا مع الزمن لتأمين التمويل اللازم لواردات الغاز الطبيعي لتدفئة المنازل وشركات الطاقة في الشتاء المقبل، حيث تواصل روسيا هجومها العسكري الطاحن في منطقة دونباس".
وقالت المجلة في تقرير لها، إن "كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بأوكرانيا يطالبون واشنطن وعواصم غربية أخرى الآن، بمجموعة من الحلول المحتملة لتأمين الإمدادات لتستمر خلال الشتاء المقبل وتعزيز الإنتاج المحلي".
وأضافت المجلة أن "المطالبات تتضمن مقترحات لتأمين التمويل الدولي لشراء الغاز الطبيعي من المصدرين الرئيسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتطوير طرق إمداد بديلة، واتفاقية محتملة تتبع قانون الإعارة والتأجير مع واشنطن لاستيراد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي".
وينص قانون "الإعارة والتأجير" – الذي سنته الولايات المتحدة خلال فترة الحرب العالمية الثانية - على أنه يمكن للإدارة الأمريكية إقراض أو تأجير (بدلاً من بيع) إمدادات الحرب إلى أي دولة تعتبر "حيوية للدفاع عن الولايات المتحدة".
وفي غضون ذلك، نقلت المجلة عن يوري فيترينكو، الرئيس التنفيذي لشركة "نفتوغاز"، وهي شركة النفط والغاز المملوكة للحكومة الأوكرانية، قوله، إن "أوكرانيا بحاجة إلى تمويل بقيمة 8 مليارات دولار لتمويل استيراد 6 مليارات متر مكعب من الغاز قبل الشتاء المقبل".
وأضاف المسؤول الأوكراني - الذي كان زار واشنطن الأسبوع الماضي للاجتماع مع إدارة بايدن - في مقابلة مع "فورين بوليسي"، أن "المناقشات حول دعم قطاع الطاقة الأوكراني لا تزال في مراحلها الأول"، مشيرًا إلى أن المحادثات كانت "مثمرة للغاية".
وقالت المجلة في تقريرها، إنه "رغم الإدانة العالمية الشاملة والعقوبات الدولية المدمرة، لا تزال أوروبا تعتمد على الطاقة الروسية (تستورد نحو 40% من غازها الطبيعي من روسيا وجزءًا كبيرًا من نفطها الخام أيضًا)، وهي نقطة نفوذ جيوسياسي تمتلكها موسكو على الغرب، بالإضافة إلى أنها مصدر – بحسب وصف المجلة - تمويل غزوها العسكري المستمر لأوكرانيا".
وتحت عنوان "روسيا تبتز جيرانها بالطاقة"، ذكرت المجلة أن "هناك مخاوف واسعة، خاصة بين حكومات أوروبا الشرقية، من أن موسكو قد تعطل أو توقف صادرات الغاز لمعاقبة الحكومات الغربية لدعمها أوكرانيا ومحاولة إضعاف العزيمة الأوروبية".
وأشارت المجلة إلى أن "أوروبا تلقت تلميحًا بالتصعيد الروسي، إذ أعلنت شركة الغاز الروسية العملاقة المملوكة للدولة "غازبروم"، أنها ستقطع شحناتها اليومية من الغاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" بنسبة 40%؛ ما ينذر باضطرابات وشيكة قادمة".
القطب الشمالي ومعركة المستقبل
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن "بوتين يخطط لتحويل القطب الشمالي إلى ساحة معركة المستقبل، حيث يستغل ذوبان الجليد البحري لتأمين شريان حياة اقتصادي جديد تعويضا عن العقوبات الغربية بسبب الحرب في أوكرانيا".
ونقلت الصحيفة عن تقرير نشره مركز "سيفيتاس"، وهو مركز أبحاث بريطاني، قوله إن "الغرب بحاجة إلى أن يستيقظ على الخطط الروسية لعسكرة الشمال والسيطرة عليه، بينما يسعى لاستخراج ما قيمته تريليونات من الدولارات من الموارد الطبيعية وسط الاضطرابات المالية".
ووفقا للأرقام الواردة في التقرير – كما نقلته "التايمز" - "افتتحت موسكو 50 منشأة عسكرية في القطب الشمالي في العقد الماضي، وهي تعمل بشكل متزايد على تحريك رادعها النووي إلى المنطقة".
وقال روبرت كلارك، وهو أحد معدي التقرير "ستصبح المنطقة القطبية الشمالية قريبًا ساحة معركة جيوسياسية إذا لم تتخذ الحكومات الغربية إجراءات عاجلة".
وقالت الصحيفة "أدى ذوبان القمم الجليدية نتيجة الاحتباس الحراري إلى فتح طرق شحن جديدة في أعالي الشمال؛ ما تخشى الدول الغربية أن يؤدي إلى زيادة المنافسة، إذ يمكن لسفينة شحن أن تستخدم طريق البحر الشمالي، وهو اختصار في القطب الشمالي، لتقطع الرحلة من شنغهاي إلى روتردام في أسبوعين فقط مقارنة بالطرق الحالية".
وتحت عنوان "جبهة الحرب التالية"، أشارت "التايمز" إلى أن "التوسع الصيني الروسي في القطب الشمالي قد يجلب معه قانونا جديدا يصدره بوتين يتطلب إرشادا روسيّا للسفن التي تسعى لاستخدام طريق البحر الشمالي على الحدود الروسية".
وذكرت الصحيفة، وفقا للتقرير البريطاني "ستحظر القوانين الروسية الجديدة أيضًا السفن الأجنبية من شحن النفط والغاز والفحم والهيدروكربونات الروسية على طول هذا الطريق، وكذلك تكسير الجليد والملاحة على طول الساحل".
ووفقا للتقرير، "تمتلك المنطقة موارد نووية شاسعة غير مستغلة، بما في ذلك إمدادات العناصر الأرضية النادرة ذات الأهمية المتزايدة، حيث تقدر قيمة الودائع الإقليمية لعناصر مثل: الزنك، والنيكل، والرصاص، بنحو تريليون دولار، وتقدر روسيا قيمة الرواسب المعدنية في القطب الشمالي بأكثر من 30 تريليون دولار".