يسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتعزيز موقفه الثلاثاء، من خلال طرح مجموعة من السياسات الجديدة لكبار الوزراء بعد أن نجا من تصويت على الثقة كشف حجم التهديد الذي يواجهه في منصبه.
وفاز جونسون في التصويت في وقت متأخر من أمس الاثنين، بأغلبية 211 صوتا مقابل 148، وهو ما يكفي لتجنب الاضطرار إلى الاستقالة على الفور، لكن تمردا أكبر مما كان متوقعا داخل حزبه يتركه في حالة معاناة سياسية ويكافح لاستعادة ثقة زملائه والعامة.
وسيكون التحدي الأول أمامه هو إقناع كبار حلفائه، الذين كان من المحتمل أن يترشح بعضهم مكانه إذا ما اضطر للتنحي، بأنه سيكون قادرا على الانتقال من مرحلة الشكوك التي تحيط بقيادته.
وأصدر مكتب جونسون بيانا قال فيه إنه سيعمد خلال الاجتماع إلى تحديد رؤيته للأسابيع المقبلة، بما في ذلك سياسات جديدة لتقليل تكلفة رعاية الأطفال ومساعدة المزيد من الناس على شراء منازلهم.
وقال جونسون في البيان: "هذه حكومة تقدم أكثر ما يهم شعب هذا البلد.. نقف إلى جانب الشعب البريطاني الذي يعمل بجد وسنواصل العمل".
وكان نواب في حزب جونسون، المحافظين، دعوا إلى التصويت على الثقة بعد أشهر من فضيحة إقامة حفلات في مقر الحكومة أثناء الإغلاق فضلا عن انتقادات لطريقة تعامله مع ارتفاع تكاليف المعيشة بسبب التضخم.
وتعني قواعد حزب المحافظين أنه في مأمن من اقتراع ثقة آخر للأشهر الاثني عشر المقبلة، لكن هذه القواعد يمكن تغييرها من الناحية الفنية إذا كانت هناك إرادة سياسية كافية للقيام بذلك.
ومنذ إصدار التقرير في ما يسمى بفضيحة "بارتي جيت"، الذي وثق حدوث مشاجرات وتناول المشروبات الكحولية في حفلات تحدت قواعد الإغلاق في مكتبه ومقر إقامته في "داوننغ ستريت"، حث جونسون وحكومته النواب على تجاوز الأمر.
وكان جيسي نورمان، الذي شغل منصب وزير دولة في وزارة المالية بين 2019 و2021، شن هجوما لاذعا على جونسون، قائلا إن "بقاء رئيس الوزراء في السلطة أهان الناخبين والحزب".
ونورمان واحد من العديد من نواب حزب المحافظين الذين أبدوا قلقهم بشأن ما إذا كان جونسون (57 عاما) فقد صلاحيته لحكم بريطانيا، التي تواجه خطر الركود وارتفاع أسعار الوقود والغذاء وفوضى السفر التي أحدثتها إضرابات في العاصمة لندن.
من جانبه، قال غراهام برادي رئيس لجنة 1922 التي تضم أعضاء حزب المحافظين في البرلمان، في مذكرة بوقت سابق إنه "تم تخطي الحد البالغ 15% من أعضاء الحزب في البرلمان اللازم لإجراء تصويت على حجب الثقة عن زعيم حزب المحافظين".
في المقابل، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، في وقت سابق إنها "تدعم جونسون في التصويت على حجب الثقة".
وأضافت تراس: "لقد أوفى بوعده وحقق تعافيا من كوفيد ودعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. وقد اعتذر عن الأخطاء التي ارتكبت. يجب علينا الآن التركيز على النمو الاقتصادي".