فازت مجموعة عقارية إسرائيلية مملوكة لرجل الأعمال غيورا أكرشتاين بمناقصة طرحتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لبناء جدار جديد يمتد بطول 25 كيلومترًا؛ لتأمين منطقة التماس شرق الخط الأخضر وغرب جدار الفصل العنصري، في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر موقع المال والأعمال العبري "كالكاليست"، اليوم الثلاثاء، أن المنطقة المستهدفة تقع شمال ما أسماها "السامرة"، أي القسم الشمالي الجبلي من الضفة المحتلة، رابطًا بين الخطوة وبين ما أسماها "موجة الإرهاب" الأخيرة.
وأشار الموقع إلى أن قيمة المشروع تبلغ 90 مليون شيكل (قرابة 27 مليون دولار أمريكي)، على أن يتم الانتهاء منه مطلع عام 2023.
وضربت مناطق متفرقة في إسرائيل، بالفترة من آذار/ مارس الماضي وصولًا إلى الشهر الجاري، موجة من الهجمات التي نفذها فلسطينيون، أودت بحياة 19 إسرائيليًا، وتركت حكومة نفتالي بينيت أمام انتقادات حادة، وسط حديث عن إخفاق أمني.
تجدر الإشارة إلى أن توقيت المناقصة والانتهاء من طرحها وفوز مجموعة إسرائيلية عقارية فيها، يؤشر على أنها طرحت بشكل عاجل، ربما في غضون أيام أو أسابيع معدودة على الأرجح.
ونبه الموقع الإسرائيلي إلى أن عيوبا في منظومة التأمين ومقاطع مهدومة في جدار الفصل كانت من بين الثغرات التي ساهمت في تسلل منفذي هجمات أو تنقل فلسطينيين بحرية كاملة من الضفة إلى داخل إسرائيل.
وأكد أن المناقصة المشار إليها لن تكون الأخيرة، إذ من المتوقع أن يتم طرح مناقصة أخرى لبناء جدار جديد بنفس الطول (25 كيلومترًا)، ومن ثم يبلغ إجمالي طول المنطقة المستهدفة 50 كيلومترًا، وسط تقديرات بأن كلفة البناء ستصل إلى 180 مليون شيكل.
المجموعة العقارية التي يملكها ويترأسها رجل الأعمال غيورا أكرشتاين أعلنت، صباح اليوم الثلاثاء، أن الجدول الزمني لتنفيذ المشروع سيستغرق 7 أشهر، وأن تاريخ التسليم هو الربع الأول من عام 2023.
ولفت الموقع إلى أن مجموعة أكرشتاين العقارية كانت قد فازت قبل شهر ونصف الشهر بمناقصة مماثلة طرحتها وزارة الدفاع، لبناء جدار بطول 32 كيلومترًا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقالت المجموعة العقارية إن كلفة بناء الجدار المشار إليه تبلغ 165 مليون شيكل (قرابة 50 مليون دولار أمريكي).
وأوضحت أن المناقصة التي فازت بها المجموعة هي التعاون الأول بينها وبين وزارة الدفاع الإسرائيلية ضمن مشروع (درع الشمال) لتحسين مستوى تأمين المستوطنات المتاخمة للسياج الحدودي ومواقع الجيش الإسرائيلي على امتداد الحدود البالغ طولها 130 كيلومترًا.
ونقل الموقع عن ايهود دنوخ، المدير التنفيذي لمجموعة أكرشتاين العقارية، أن المجموعة تعتزم المشاركة في كل المشاريع المقبلة، وستتقدم بعطاءات بشأن المشاريع التي تطرحها وزارة الدفاع سواء فيما يتعلق بمنطقة التماس أو الحدود الشمالية.
تجدر الإشارة إلى أن الخطوة الخاصة بمحاولة التصدي لعمليات التسلل من الضفة الغربية عبر مشاريع من هذا النوع، وكذلك فيما يتعلق بقطاع غزة الذي أحاطته إسرائيل بالكامل بسياج أمني وصفته بـ "الذكي"، لم ترق لتطلعات المراقبين الإسرائيليين.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أواخر العام الماضي الانتهاء من بناء الجدار الأمني الذي يطوق قرابة 2.3 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، وبكلفه بلغت مليارات الشواكل.
ويبلغ ارتفاع الجدار أكثر من 6 أمتار، كما يمتد عشرات الأمتار تحت سطح الأرض، ومن ثم يفترض أن يغلق ثغرات عانت منها إسرائيل في السنوات الأخيرة.
وعولت إسرائيل على هذا المشروع الضخم، الذي شارك فيه أكثر من 1200 عامل، طوال 3 أعوام ونصف العام، لمنع تكرار واقعة أسر جنود إسرائيليين أو مدنيين مثلما حدث عام 2014 إبان عملية "الجرف الصامد"، فضلًا عن وضع حلول لمشكلة الأنفاق.
في المقابل، حذر تقرير إسرائيلي صادر عن "مركز القدس للشؤون العامة والدولة" آنذاك من محاولات ستنفذها الفصائل الفلسطينية للتغلب على الجدار الأمني الجديد الذي بنته إسرائيل حول قطاع غزة، وأنه رغم المزايا، لكنه لم يخضع بعد لاختبار عملي.
وفي المجمل، كانت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قد وضعت مثل هذه المشاريع في إطار دروس عملية "الجرف الصامد" على قطاع غزة صيف عام 2014، حين نجحت عناصر مقاومة في تنفيذ عمليات داخل مستوطنات إسرائيلية عبر أنفاق حدودية تابعة لحركة حماس.
ولكن من النواحي الاستراتيجية، تندرج تلك المشاريع تحت رؤية مشتركة تتبناها المؤسستان السياسية والعسكرية في إسرائيل، عكسها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في شباط/ فبراير 2016، خلال جولة تفقدية إلى منطقة السياج الأمني على الحدود مع الأردن.
ووقتها تعهد نتنياهو بإحاطة إسرائيل بالكامل بمثل هذه العوائق، وقال: "إن خطط بناء الجُدر الأمنية لن تنتهي قبل أن تحاط إسرائيل بالكامل".