قال أمين عام اتحاد الشغل التونسي نور الدين الطبوبي، إن التعيينات التي طالت أجهزة حساسة مثل المجلس الأعلى للقضاء وهيئة الانتخابات في تونس قد تطرح إشكالا وتمس من مصداقية الانتخابات القادمة.
وفي خطاب له في افتتاح مؤتمر نقابي أفريقي، اليوم الثلاثاء، في تونس قال الطبوبي إنه "قبل 25 يوليو/ تموز كان هناك توظيف لإمكانيات الدولة لصالح أحزاب وليس لصالح الدولة، واليوم نعيش الشيء نفسه في مسألة التعيينات".
وتساءل الطبوبي: "اليوم، هل ستكون انتخابات بتلك الطريقة؟، ومن سيقبل بنتائجها؟ كما أنه سيتم اعتبار الأحكام القضائية مسيسة، وبالتالي دخلنا في نفق لا يمكن الخروج منه إلا بالحكمة والعقل".
وفي قراءته للوضع الاجتماعي والسياسي، اعتبر الطبوبي أنّ تونس في أمسّ الحاجة اليوم للقيام بعديد المراجعات ولكن في إطار تشاركي، مشيرا إلى انطلاق جلسات الحوار 5 + 5 بين ممثلين عن الحكومة والاتحاد، منذ الأسبوع الماضي، وقال إنها ستستأنف اليوم.
وأوضح أمين عام اتحاد الشغل التونسي، أنه "إذا أفضت جلسة اليوم إلى حوار فيه تطبيق الاتفاقيات والدعوة إلى مفاوضات اجتماعية في القطاع العام والوظيفة العامة ستسير الأمور في الاتجاه الصحيح، أما إذا حصل العكس فسيتجه القطاع العام إلى الإضراب العام الذي كان قد أقرّه في وقت سابق".
وحذّر أمين عام اتحاد الشغل التونسي من أنّ نسب الفقر ازدادت في تونس، "والوضع أصبح متوترا ومعقدا ومزريا إلى أبعد الحدود".
وانتقد الطبوبي تعاطي الحكومة التونسية مع ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي قائلا: "نحن نعتز بالسيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني، ولكن العبرة ليست بالشعارات؛ لأننا نعمل ضمن محيط دولي يجب التعامل معه بحكمة".
ولفت الطبوبي إلى أن "اتحاد الشغل كان منذ سنة 2020 قد استشرف تعقيدات الواقع وتقدم بمبادرة لحوار وطني شامل، ورحب رئيس الجمهورية قيس سعيد حينها بالفكرة، ولكن فيما بعد تطورت الأحداث وتبين أن له رؤية مغايرة لرؤية اتحاد الشغل.
وكان الطبوبي قد حذر في تصريح سابق لـ "إرم نيوز"، من أن تونس تعيش مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة.
وقال الطبوبي إنّ "الشعب التونسي في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب اليوم، لن يقبل لا بالشعارات الجوفاء ولا بعودة المنظومة القديمة التي تحاول التسويق لنفسها بثوب جديد"، في إشارة إلى حركة النهضة والأحزاب التي تتحالف معها اليوم.