كشف خبراء إيرانيون متخصصون في الشؤون العسكرية والأمنية والاتصالات، اليوم الخميس، عن فشل وصول صاروخ "سيمرغ" الذي كان يحمل ثلاثة أقمار بحثية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية عن نجاح العملية.
وصاروخ "سيمرغ" مخصص لحمل الأقمار الصناعية.
وكان المتحدث باسم المنظمة الفضائية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية أحمد حسيني، قد قال في وقت سابق اليوم، إن "وزارة الدفاع أطلقت 3 أقمار فضائية بحثية في وقت واحد على متن صاروخ سيمرغ".
وأضاف حسيني في تصريحات للصحافة الإيرانية، أن "الصاروخ استقر في المدار على ارتفاع 470 كم عن سطح الأرض وبسرعة 7350 مترا في الثانية".
بدروه، قال "محمد شلتوكي" الصحفي الإيراني الذي يعمل بوكالة أنباء "فارس نيوز" التابعة للحرس الثوري، إن كلمة "نجاح" تشير فقط إلى عملية إطلاق، ولم يتم وضع الأقمار الصناعية الثلاثة في المدار المحدد.
وأضاف شلتوكي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، وهو يعتذر لمتابعين عن الحديث عن نجاح عملية إطلاق الأقمار الصناعية البحثية الثلاثة "أصدقائي أعتذر لأن كلمة "ناجح" تشير فقط إلى عملية الإطلاق ولم يتم حقن الشحنات في الدائرة، على ارتفاع 470 كم".
وتابع "كانت هناك حاجة إلى مزيد من السرعة لحقن القمر الصناعي في المدار، والذي، وفقًا للسرعة المعلنة البالغة 7350 مترا في الثانية، لم يتم حقنه بشكل طبيعي في المدار"، وفق تعبيره.
في سياق متصل، ذكرت قناة "إيران إنترناشيونال" المعارضة نقلاً عن عدد من الصحفيين الإيرانيين تأكيدهم فشل إطلاق القمر الصناعي، وأن الشحنة لم تجد السرعة الكافية لتكون في المدار.
وقال مراسل لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، إنهم "تحدثوا عن المشكلة نفسها كما في السابق، ولم يحققوا السرعة اللازمة في المرحلة النهائية".
فيما قال الصحفي الإيراني "أرش كريم بيجي" خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إنه "لم يتم حقن شحنات الاتصالات في المدار بسبب عدم الوصول إلى المدار بسبب عدم توفر السرعة المطلوبة"، لكنه قام لاحقا بحذف التغريدة.
وكانت أول مرة يتم فيها إطلاق صاروخ "سيمرغ" المخصص للأقمار الصناعية في آب أغسطس 2017، لكن مصادر أمريكية قالت إن الإطلاق لم ينجح وانفجر سيمرغ عند إطلاقه أو قبل وصوله إلى المدار، كما فشل إطلاق القمر الصناعي ثلاث مرات أخرى.
وترى الحكومات الغربية، أن إطلاق الأقمار الصناعية "أمر استفزازي" لأنها تستخدم تكنولوجيا تعتمد على تقنية مماثلة لتلك المطلوبة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وتشعر الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب بعض الدول الغربية، بالقلق حيال تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني لحمل رؤوس حربية نووية كجزء من برنامج إطلاق قمر صناعي سلمي.
وقامت إيران بإطلاق الأقمار الصناعية الثلاثة بصاروخ "سيمرغ"، في خضم مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم العام 2015 في فيينا.
وأعلنت إيران قبل خمسة أيام، إطلاق 16 صاروخا باليستيا في مناورة للحرس الثوري، ووصفت بريطانيا الخطوة بأنها "انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".