أكدت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، أن موقف بلادها من سد النهضة "ثابت وقائم على مرجعية القانون الدولي واتفاق إعلان المبادئ"، مشددة على أهمية دعم "حقوق كل دول حوض النيل في النهر، وضرورة إنشاء مشاريع عبر التعاون والتكامل".
وقالت الوزيرة، في مؤتمر صحفي، إن علاقات بلادها "مع إثيوبيا تشهد توترا بسبب قضيتي الاعتداءات الحدودية وتعنتها في ملف سد النهضة"، مؤكدة أن اتباع إثيوبيا "نهج افتعال المشاكل معنا ما هو إلا للهروب من مشكلاتها الداخلية"، وفق تعبيرها.
ولفتت إلى أن "حدود السودان المشتركة مع معظم دول الجوار ظلت ساحة للتوترات والاختراقات الأمنية في أوقات مختلفة، إما بسبب الأوضاع الداخلية في بلادنا، أو نتيجة لسياسات بعض الدول، والأوضاع السائدة بداخلها"، مشددة على أن "تأمين هذه الحدود يعتبر من أولويات أمننا القومي، وادعاءات إثيوبيا أن أراضي الفشقة تابعة لها مرفوضة تماما".
وأكدت مريم الصادق المهدي حرص الدبلوماسية السودانية على "التحلي بذهنية منفتحة ومرنة في التعاطي مع قضايا الحدود، وتجمع بين الحرص على التوازن والتأكيد على الحقوق وصيانتها، والتزام المبدئية والحزم والمثابرة في ذلك في حالة التنازع، دفعاً للمخاطر والأضرار، والعمل في ذات الوقت على جلب المنافع وتعظيم المصالح عبر التبادل والتعاون المشترك في حالة السلم والهدوء".
وكشفت الوزيرة السودانية أن الحكومة الانتقالية تحضر لعقد مؤتمر إقليمي يهدف لإزالة آثار النظام السابق على العلاقات الخارجية، إذ دخلت البلاد مرحلة جديدة بعد رفع اسمها من قوائم الدول الراعية للإرهاب.
وقالت إن علاقات بلادها الخارجية في ظل النظام السابق "اتسمت بالاضطراب والنظرة الايديولوجية الضيقة وبالتمحور، فكانت تعبر عن توجهات النظام في الحفاظ على السلطة وليس المحافظة على السيادة الوطنية".
واعتبرت "أن تداعيات النظام السابق الكارثية ظهرت في تخريب علاقات السودان في محيطه الإقليمي والدولي، واستعداء للعالم بصورة غير مسبوقة، والملاحقة الجنائية الدولية، فضلاً عن عزلة كبيرة وصلت لفرض العقوبات وقطع العلاقات"، على حد وصفها.
وأوضحت المهدي أن الحكومة السودانية "تبنت سياسة الانفتاح على العالم والشراكة مع المجتمع الدولي"، مؤكدة أن البلاد "دخلت مرحلة جديدة في علاقاتها الخارجية، ملامحها استعادة الدور التاريخي في المنطقة وحماية أمننا القومي".
وأعلنت أن السودان سيعمل خلال الفترة المقبلة على "الانخراط في المحيط الإفريقي"، مشددة على أن بلادها "تسعى إلى السلام والاستقرار والأمن مع جيرانه والعالم".