لم تتوقف اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في الأردن، عن إثارة الجدل منذ تشكيلها في حزيران/ يونيو الماضي، لاسيما بعد استقالة اثنين من أعضائها تحت ضغط موجة غضب شعبية، فيما يتعرض عضو ثالث حاليا لموجة مشابهة ومطالب واسعة بإقالته.
وكان الأردن قد أعلن في 10 حزيران/ يونيو الماضي، عن تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، بأمر من الملك عبدالله الثاني، بهدف "وضع مشروعي قانون جديدين للانتخاب والأحزاب، والنظر في التعديلات الدستورية المتصلة حكما بالقانونين وآليات العمل النيابي، وتقديم التوصيات المتعلقة بتطوير التشريعات الناظمة للإدارة المحلية، وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار".
وضمت اللجنة عند تشكيلها، 92 عضوا يحملون توجهات فكرية مختلفة، وهو ما وضع كثيرا من علامات الاستفهام والشك حول قدرة اللجنة على التناغم والنجاح في مهمتها، رغم أن البعض يرى أن هذا الاختلاف والتباين يمثل مختلف شرائح الشعب الأردني.
وبعد 45 يوما فقط على تشكيلها، ما فتئت اللجنة التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، تثير استهجانا وتساؤلات عديدة لدى المواطنين حول توجهات أعضائها، إثر تصريحات صدرت عن بعضهم وأثارت جدلا واسعا في المملكة.
استقالة الرنتاوي
في 26 يونيو، استقال الكاتب الأردني البارز عريب الرنتاوي، رئيس مركز القدس للدراسات السياسية، من عضوية اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، تحت ضغط ردود الفعل الغاضبة على مقال كتبه.
وجاء مقال الرنتاوي ذاك بعنوان "منظمة التحرير.. من الكرامة إلى سيف القدس"، وقال فيه إن قرار خوض معركة الكرامة ضد إسرائيل، جاء من الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ما أثار سخطا عارما في أوساط الشارع الأردني، الذي اعتبر أن الرنتاوي "أنكر دور المملكة والجيش الأردني في المعركة" التي شارك فيها الأردنيون والفلسطينيون معا.
ورغم رسالة الاعتذار التي وجهها الرنتاوي لسمير الرفاعي، وتأكيده فيها على "اعتزازه بالجيش الأردني وثقته المطلقة به"، قدم الكاتب الأردني استقالته من عضوية اللجنة مع استمرار الانتقادات الشعبية ضده.
وفاء الخضراء.. قصة جدل أخرى
وبعد نحو شهر على استقالة الرنتاوي، جاءت العضوة الأخرى في اللجنة وفاء الخضراء، لتثير جدلا واسعا هي الأخرى بانتقادها عبر منشور في فيسبوك، شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى.
وتعرضت الخضراء إلى انتقاد من غالبية الذين علقوا على منشورها، متهمين إياها بـ"ازدراء الدين الإسلامي"، ما دفعها إلى إغلاق صفحتها على فيسبوك.
وكما الرنتاوي، لم ينجح بيان توضيحي أصدرته الخضراء، أكدت فيه أن كلامها "أخرج عن سياقه"، في تخفيف حدة الغضب الشعبي ضدها، لتقدم في النهاية استقالتها من عضوية لجنة الإصلاح الملكية.
زيد النابلسي
ويبدو أن حادثتي الرنتاوي والخضراء، دفعت العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، للنبش في حساب عضو ثالث في اللجنة، هو زيد النابلسي، على تويتر، ليتم تداول تغريدات عديدة له، أثارت جدلا واسعا خلال الساعات القليلة الماضية.
وطالب العديد من الناشطين الأردنيين، بإقالة النابلسي، لاسيما أن بعض تغريداته اعتُبرت "مسيئة للدين الإسلامي".