logo
أخبار

المغرب يهدد بقطع العلاقات.. هل تضحي مدريد بشراكتها مع الرباط لأجل زعيم "البوليساريو"؟

المغرب يهدد بقطع العلاقات.. هل تضحي مدريد بشراكتها مع الرباط لأجل زعيم "البوليساريو"؟
25 مايو 2021، 6:21 م

لا تزال الأزمة الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجارتها الشمالية إسبانيا في تصاعد مستمر، على خلفية دفاع مدريد عن قرار استضافة زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، وما تلا بعد ذلك من تداعيات وصول آلاف المهاجرين السريين إلى جيب سبتة الخاضع للإدارة الإسبانية.

وهدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في تصريحات لقناة "أوروبا 1"، بتصعيد بلاده ضد إسبانيا في حالة عدم امتثال إبراهيم غالي للسلطات القضائية.

وشدد كبير الدبلوماسيين المغاربة قائلا: "إذا كانت إسبانيا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة عن طريق إخراج هذا الشخص (إبراهيم غالي) بالإجراءات ذاتها فذلك يعني أنها تبحث عن تسميم الأجواء وتفاقم الأزمة أو حتى القطيعة".


1398b67c-6901-4a2f-aca6-6555ea475513



وقال مصدر حكومي مغربي لـ"إرم نيوز"، إن موقف الرباط طبيعي؛ فالحكومة الإسبانية استقبلت بشكل سري شخصا يقود ميليشيات مسلحة تحمل السلاح ضد المملكة، ومتورطا في جرائم بشعة.

وأضاف المصدر -الذي رفض الكشف عن هويته؛ كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام- أن المملكة تجمعها شراكة قديمة مع الجارة الشمالية إسبانيا، إلا أن بسلوكها المثير للجدل ثمة سؤال عن جدوى هذه الشراكة وهي تقوم باستقبال عدو الوطن.

واعتبر أن "سلوك إسبانيا فيه نوع من التحامل على المغرب خصوصا وأن الحجج التي تقدمها غير مقنعة بالمرة".

ولم يستبعد المصدر ذاته أن يتم تعليق التعاون في عدد من المجالات الحساسة مع إسبانيا على خلفية هذه التطورات.

ويرى مراقبون أن أزمة استقبال إسبانيا لزعيم جبهة "البوليساريو" للعلاج إثر تدهور وضعه الصحي جراء إصابته بكورونا، تتجه إلى مزيد من التعقيد والتصعيد، خصوصا بعد تغيير الرباط نبرتها الدبلوماسية تجاه هذا البلد الإيبيري والذي يعد حليفا إستراتيجيا، وتمسك مدريد بموقفها.


f8cab661-d53b-4db0-83bd-552609e3008a



ووفق تقارير إعلامية إسبانية، فإن المغرب يعد الشريك التجاري الأول لإسبانيا على الصعيد الأفريقي؛ إذ بلغت نسبة صادرات مدريد صوب الرباط زهاء 47.3% سنة 2020، وارتفعت إلى 50.1% في يناير 2021، في حين ناهزت صادرات المغرب إلى إسبانيا 6.363 مليون يورو، توزعت بالأساس بين الفواكه والخضراوات والأسماك والملابس والأجهزة الكهربائية.

ورأى عمر الشرقاوي، المحلل السياسي المغربي أن العلاقات بين الرباط ومدريد مرّت بأزمات كثيرة تم التغلب عليها بصعوبة وبإرادة الطرفين، لكن هذه الأزمة التي تخيم على سماء البلدين ليست كسابقاتها وتنذر بقطع العلاقات نهائيا إذا لم تتغلب لغة التعقل والواقعية لدى المسؤولين الإسبان.

وأضاف الشرقاوي في تدوينة نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، أن مطلب المغرب واضح وقد عبر عنه وزير الخارجية ناصر بوريطة دون لف ولا دوران، ألا وهو "تقديم رد مرض ومقنع من السلطات الإسبانية بشأن قرار السماح لزعيم جبهة البوليساريو بدخول أراضيها بشكل غير قانوني على مسمع ومرأى من السلطات السياسية".
وشدد المتحدث على أن هذه القضية أصبحت تشكل اختبارا حقيقيا لمصداقية العلاقات المغربية الإسبانية، وامتحانا عسيرا لمعرفة ما إذا كان شعار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الذي تلوكه ألسنة السياسيين الإسبان، مجرد شعار بسيط يتبخر في الهواء بمجرد خروجه من أفواههم أم حقيقة واقعية محمية بإجراءات الثقة والقانون والأفعال.


ff5802d5-0e00-45d4-a866-ad6416a7255e



ويواجه إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو" والتي تصفها الرباط بـ"الانفصالية" استدعاء للمثول أمام القضاء في إسبانيا في قضية جرائم حرب مرفوعة ضده، لكن المحكمة العليا الإسبانية رفضت طلبا قدمه ممثلو الادعاء في القضية للقبض عليه.

وحذّرت سفيرة المغرب بمدريد كريمة بنيعيش، من أنه في حال اختارت إسبانيا إبعاد إبراهيم غالي عن أراضيها بالغموض ذاته، وأيضا بالطريقة ذاتها التي دخل فيها، فإن هذا الاختيار لن يزيد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين إلا تفاقما، وقد يقود إلى قطع العلاقات إذا لم يقم القضاء الإسباني بمحاكمته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC