logo
أخبار

الولايات المتحدة تباشر المرحلة الأخيرة لانسحابها من أفغانستان

الولايات المتحدة تباشر المرحلة الأخيرة لانسحابها من أفغانستان
01 مايو 2021، 7:18 ص

تبدأ الولايات المتحدة رسميًا اليوم السبت سحب جنودها من أفغانستان في عملية سيشكل انتهاؤها خاتمة حرب استمرت 20 عامًا بالنسبة لواشنطن، لكن ستبدأ بعدها فترة انعدام يقين كبير في بلد يرزح تحت السيطرة المتزايدة لحركة طالبان.

ويقول مسؤولون أمريكيون في أفغانستان إن عملية الانسحاب جارية أصلًا، مشيرين إلى أن تاريخ الأول من أيار/مايو رمزي قبل كل شيء.

وكان هذا التاريخ يمثل الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية الذي حددته الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب طبقًا للاتفاق الموقع مع طالبان في شباط/فبراير 2020 في الدوحة.

وفي الأيام الأخيرة، كانت سماء كابول، وقاعدة باغرام الجوية المجاورة، ممتلئة أكثر من المعتاد بالمروحيات الأمريكية تحضيرًا لهذا الرحيل الكبير الذي سيستكمل بحلول 11 أيلول/سبتمبر، موعد الذكرى العشرين لهجمات أيلول/سبتمبر 2001.

وبدأ الحلفاء في حلف شمال الأطلسي الخميس الماضي سحب وحدات من مهمة "الدعم الحازم" الذي يفترض أن يحصل بشكل منسق مع الأمريكيين.

وكانت قوات الأمن الأفغانية بحالة تأهب اليوم، خشية حصول هجمات ضد القوات الأمريكية أثناء انسحابها.

وقال وزير الداخلية بالوكالة، حياة الله حياة، لقادة الشرطة في وقت متأخر أمس الجمعة، وفق تسجيل صوتي أرسل إلى الصحفيين، إن "الأمريكيين سيبدأون رسميًا انسحابهم اعتبارًا من الأول من أيار/مايو، وطالبان قد تكثف العنف".

وأضاف: "آمركم بزيادة نقاط التفتيش في المدن وإجراء عمليات تفتيش عند نقاط الوصول".


e84405b2-c3bd-4c81-847d-dee7af99238f



وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف نيسان/أبريل التطلع إلى سحب 2500 جندي لا يزالون في أفغانستان.

وقال إن "الوقت قد حان لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة" معتبرًا أن هدف التدخل الذي كان يدور حول منع أفغانستان من أن تستخدم من جديد كقاعدة لمهاجمة بلاده، تحقق.

وتدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع، وسرعان ما أطاحت بنظام طالبان الذي اتهم بإيواء تنظيم القاعدة المسؤول عن الاعتداءات وزعيمه الراحل أسامة بن لادن.

وفي أوج انخراط الولايات المتحدة في الحرب خلال عامي 2010-2011، كان هناك حوالي مئة ألف جندي أمريكي في البلاد، وقتل أكثر من ألفي أمريكي وعشرات آلاف الأفغان في هذا النزاع.


df895472-6379-492e-9eb0-f374a8f370f7



ومنذ توقيع اتفاق الدوحة، امتنع متمردو طالبان عن مهاجمة القوات الأجنبية بشكل مباشر، إلا أنهم بدوا بلا رحمة مع القوات الحكومية التي لم يتوقفوا عن مهاجمتها في الأرياف مع بث الرعب في المدن الكبيرة من خلال تنفيذ هجمات موجهة.

وأثار إعلان انسحاب الأمريكيين الخوف في نفوس كثير من الأفغان الذين يخشون أن تستعيد حركة طالبان السلطة وتفرض النظام الأصولي نفسه الذي كانت تحكم من خلاله البلاد بين عامي 1996 و2001.


c79a33ae-5245-454b-a8bb-69ea09f6e7dc



الفوضى غير مستبعدة 

وقالت منة نوروزي وهي موظفة في إذاعة خاصة في كابول، إن "الجميع خائفون من فكرة عودة الأيام القاتمة التي اتسم بها عهد طالبان".

وأضافت أن "متمردي طالبان لا يزالون نفسهم، لم يتغيروا. كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تبقى على الأقل لسنة أو سنتين إضافيتين".

ويؤكد الرئيس الأفغاني أشرف غني أن القوات الحكومية التي تحارب منذ أشهر عدة بمفردها على الأرض - وأحيانًا بدعم جوي أمريكي - "قادرة تمامًا" على مقاومة المتمردين.

ويشير إلى أن الانسحاب الأمريكي يعني أن طالبان لم يعد لديها سبب لمواصلة القتال.

وقال في خطاب هذا الأسبوع: "من تقتلون؟ من تدمرون؟ انتهت الآن ذريعتكم بأنكم تقتلون الأجانب".

إلا أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أقر الأربعاء الماضي بعدم تمكنه من استبعاد احتمال حصول فوضى كاملة.

وقال: "في أسوأ الحالات، ستنهار الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني، وتقع حرب أهلية وكارثة إنسانية مصاحبة لها، مع عودة محتملة للقاعدة".

وأكد عبد المالك، وهو شرطي في ولاية قندهار (جنوب)، أحد المعاقل التاريخية لطالبان، أن القوات المسلحة مستعدة.

وقال: "علينا الدفاع عن وطننا (...) سنفعل كل ما بوسعنا للدفاع عن أرضنا".


95b3a611-f932-4ca9-ba5f-0a219e451437



ويرى الخبير المستقل نيشانك موتواني أن لا شيء يضمن أن متمردي طالبان لن يهاجموا القوات الأمريكية أو قوات حلف شمال الأطلسي أثناء انسحابها.

وقال إن أعمالًا مماثلة سيكون هدفها "تحقير العدو المهزوم وإهانته أكثر".

ويعتبر المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أندرو واتكينز أن الأسابيع المقبلة ستتيح للجيش الأفغاني ومتمردي طالبان "التقاتل وتقييم الخصم بدون العامل الإضافي الذي كانت تمثله الولايات المتحدة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC