يعمل المسؤولون العسكريون في إسرائيل حاليا مع وكالات دولية مختلفة لصياغة مبادئ توجيهية محدثة بشأن النزاعات وقوانين الحرب في البحر.
وذكر تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرته اليوم الأربعاء، أن هذا التوجه يأتي بتزامن مع تصاعد التوترات في الخليج العربي بالأشهر الأخيرة في أعقاب وقوع هجمات نسبت إلى إيران ضد سفن تجارية مملوكة لإسرائيل.
وقالت الصحيفة، إن ضباطا من قسم القانون الدولي في الجيش نظموا اجتماعات ومؤتمرات مهنية مع نظرائهم من جميع أنحاء العالم لتحديد التحديات العملياتية التي يواجهها الجيش في مختلف المجالات، لا سيما في البحر خلال الأشهر الماضية.
وأضافت الصحيفة، أن "جميع الأطراف تعمل على صياغة تحديث لدليل سان ريمو، الذي كتبته مجموعة من الخبراء في الحرب الدوليةفي عام 1994 (...) والدليل بمثابة وثيقة قانونية دولية تنطبق على النزاعات المسلحة في البحر."
وأوضحت الصحيفة، أن الدليل استخدم من قبل القاضي الإسرائيلي السابق جاكوب توركل، كأساس لتحقيقه في الغارة الإسرائيلية على قافلة بحرية متجهة إلى غزة من تركيا في عام 2010.
ويتضمن الدليل إشارة إلى عمل عسكري ضد سفن مدنية، حيث تنص المادة 67 على أن السفن التجارية التي ترفع علم الدول المحايدة لا يمكن مهاجمتها ما لم يُعتقد لأسباب معقولة أنها تحمل مواد مهربة أو تنتهك الحصار، وبعد تحذير مسبق ترفض عن قصد وبشكل واضح التوقف، أو تقاوم عملية التفتيش، وفقا للصحيفة.
وقالت الصحيفة: "لطالما حذرت وكالات الدفاع من أن إيران والجماعات الموالية لها تستغل الثغرات في القانون البحري الدولي لا سيما عندما يتعلق الأمر بالسفن التجارية المدنية، إذ أفاد مسؤولون أن من الصعب إجبار سفينة مشبوهة على الرسو في ميناء للتفتيش."
وأثار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي خلال زيارته إلى ألمانيا الشهر الماضي القضية مع الرئيس فرانك فالتر شتاينماير.
وقال كوخافي في محاضرة في تل أبيب قبل شهرين "نحن في عصر حروب جديدة ذات تعقيدات كبيرة، لذلك نحن بحاجة إلى تحديث قوانين الحرب لتناسب الواقع الحالي... ومن الضروري التوفيق بين أنماط الحرب والقانون الدولي والطريقة التي يجب أن نقاتل بها."
وأضاف "نحن لا ننوي أن نقول وداعا لقيم جيش الدفاع الإسرائيلي، أو قيم الشعب اليهودي أو القانون الدولي... لكن هذه القيم لم يكن الغرض منها منع إلحاق الأذى بالأطراف غير المتورطة على الجانب الآخر فحسب، بل هي تهدف أيضًا للسماح لنا بحماية مواطنينا."
