كشف تقرير إخباري اليوم الأحد عن تورط جماعات عراقية مقربة من النظام الإيراني في عرقلة ملف عودة النازحين العراقيين إلى ديارهم؛ بهدف إحداث تغيير ديموغرافي يؤثر على مسار الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وجاء في التقرير المنشور على موقع "إيران واير" المعارض أن "العديد من المواطنين العراقيين مازالوا نازحين منذ عام 2017 في مناطق بعيدة عن ديارهم على خلفية هجوم تنظيم داعش على بعض المدن العراقية".
وأضاف التقرير أن تراجع سيطرة تنظيم "داعش" على المدن العراقية لم يسفر بشكل كامل عن عودة العديد من العراقيين إلى ديارهم، حيث يعجز أهالي بعض المناطق عن العودة إلى مناطقهم السكنية، ومنها: جرف الصخر، وسنجار، ونينوى، والعويسات، والعلم، والفرحاتية وجزيرة تكريت وغيرها.
وأوضح التقرير أن الجماعات المسلحة المقربة من النظام الإيراني وأهمها "حزب الله العراقي" وحركة "النجباء" تحول دون عودة النازحين العراقيين إلى ديارهم، وذلك في ظل سيطرة هذه الميلشيات على الحالة الأمنية في المناطق المذكورة سلفا.
ولفت إلى أن جماعة "حزب الله العراقية" والفرقة "47" وحركة "النجباء" تسيطر على منطقة جرف الصخر في محافظة بابل (وسط العراق)، حيث تحرم جميع أهالي هذه المنطقة من النازحين العودة إلى ديارهم، بل تحظر هذه الجماعات السلطات العراقية التدخل في هذا الملف.
وأعاد التقرير التذكير بموقف بعض الساسة العراقيين رافضي الحيلولة دون عودة المواطنين اللاجئين إلى ديارهم، حيث السياسي العراقي أحمد المساري وسيطرة الجماعات الموالية لطهران على الحالة الأمنية، إذ خاطب رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي"لقد أصبحت هذه المناطق تحت سيطرة حكومة موازية تابعة لإيران".
وفي هذا الإطار، نقل تقرير "إيران واير" عن عضو مفوضية العليا لحقوق الإنسان، الدكتور أنس العزاوي قوله "إن اللاجئين والمهاجرين العراقيين يواجهون عدة مشاكل للعودة إلى ديارهم، منها فقدانهم أوراقهم وهويتهم على وقع هروبهم من هجوم داعش على مدنهم".
وأضاف العزاوي أن "عدد النازحين العراقيين في منطقة جرف الصخر وغيرها يقدرون بـ500 ألف مواطن، ويعيشون في 29 معسكرا ومخيما للاجئين في ظل عجزهم عن العودة إلى ديارهم ومناطق الأساسية".
بدوره، أكد الكاتب البرلماني العراقي، الشيخ عبدالله الخربيط في تصريحات لموقع "إيران واير" أن "الجماعات والميليشيات التابعة لحكومات أجنبية تعمل على تغيير النسيج السكاني للمناطق التي شهدت هجرة ولجوء سكانها، حيث تنفذ هذه الجماعات أوامر جهات خارج الحدود العراقية، إلى حد أن العراقيين أصبحوا يُباعون ويشترون طبقا لهوى هذه الجهات والميليشيات".
كما كشف الكاتب الصحفي العراقي، فلاح المشعل للموقع الإيراني المعارض أن "الآلاف من اللاجئين العراقيين أصبحوا محرومين من المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية، فضلا عن معايشتهم ظروفا غير مؤهلة؛ الأمر الذي يجعل هؤلاء المواطنين منعزلين بشكل إجباري، ما يُمثل انتهاكا لحقوق الإنسان".
وفي هذا السياق، رأى ماجد شنكالي، أحد قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني أن "حظر الجماعات والميليشيات المسلحة لعودة اللاجئين العراقيين إلى ديارهم، وعدم مشاركة هؤلاء المواطنين في الانتخابات يطرح أسئلة كثيرة عن سلامة الانتخابات واحتمالية حدوث تزوير، وذلك بعدما شهدت مناطق اللاجئين تغيرات ديموغرافية".
ويدعم هذا الرأي الشيخ طامي المجمعي، عضو مجلس أعيان محافظة صلاح الدين، إذ قال إن "الميليشيات المسلحة تنوي التأثير في الانتخابات عبر سيطرتها على هذه المناطق، والدليل على ذلك منعهم عودة اللاجئين إلى ديارهم، وهذا القرار وفقا لسياسة إيران لكي تُحدد نتائج الانتخابات المقبلة".