تتصف المترشحة لرئاسة الحكومة الليبية المقبلة إيمان الكشر، بقوة الشخصية ونزوعها إلى التحدي وتطلعها لِمستقبل جديد لبلدها الذي أنهكته الحروب والصراعات السياسية.
وحددت في حديث عبر الهاتف مع "إرم نيوز"، سبب ترشحها لهذا المنصب، قائلة إن "دافعها هو أن الوطن يحتاجنا في هذه المرحلة الصعبة"، مشيرة إلى أن "المشاركة السياسية ضرورية وحتمية لكل وطني غيور، يسعى لإخراج وطنه من وحل الأزمات المتتالية التي تتنازعه".
والكشر ترشحت كمستقلة لمنصب قيادي في التشكيلة الجديدة التي تسعى البعثة الأممية إلى ليبيا، وأعضاء ملتقى الحوار السياسي إلى إقرارها، كما أنها أصغر المترشحين سنا من بين المرشحين للمناصب كافة، وتعتبر نفسها بأنها تمثل فئتي الشباب والنساء.
وأشارت الكشر إلى أن "عقبات عديدة وضغوطات اعترضتها جراء رفض البعض ترشحها كامرأة لرئاسة الحكومة"، موضحة أنه "نظرا لأن هؤلاء يعتبرون أن رئاسة الحكومة حق أصيل للرجال فقط دون غيرهم، في حين لم يقدم الذين سبقوني في هذا المنصب شيئا جديدا لكي يكون المنصب حكرا على فئة معينة من المجتمع، فقد قمت بترشيح نفسي لذلك المنصب".
وأكدت أنها "لن تتراجع عن قرارها مهما كان الثمن، وسيكون التصويت هو الفيصل"، مشيرة إلى أن "معنوياتها وتوقعاتها جيدة، ويكفيها شرف المحاولة"، على حد قولها.
ورفضت الكشر الإفصاح عن موقفها من وجود الجماعات المسلحة، والأزمات التي يرزح الشعب الليبي تحت وقعها، مثل: انقطاع الكهرباء، وافتقاد السيولة، وحدوث التضخم، والتردي المعيشي، وسبل رفع المعاناة عنه، قائلة إن "كل ذلك سيتم الإعلان عنه عبر البث المباشر من جنيف غدا أو بعد غد".
ووجهت الكشر رسالة لليبيين، قالت فيها: "ليبيا ستُبنى بسواعدنا، كلنا معا سنبنيها".
يشار إلى أن إيمان عمران الكشر مِن مواليد مدينة زليتن عام 1986، حيث مقام "سيدي عبدالسلام الأسمر" وجامعته الأسمرية التي ظلت تمثل منارة إشعاع فكري لفترة تزيد عن 500 عام، قبل أن يقدم متشددون على تفجير ضريحه وأجزاء من الجامعة عام 2012.
وعملت في فترة من حياتها كإدارية في المنارة الأسمرية، ثم انتقلت إلى الأردن الذي أقامت به ردحا طويلا من الزمن حتى بات بمثابة وطنها الثاني، ودرست تخصص العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، وتدرس حاليا "الماجستير" بتخصص إدارة الأعمال في جامعة الإسراء.
وقامت الكشر بتأسيس مؤسسة زليتن للتدريب والاستشارات التي تترأسها، في العاصمة الأردنية عمان.
وتقول عنها صديقة عرفتها، إنها "مبدعة في كل عمل تقوم به، ولها أياد بيضاء على المرضى الليبيين الذين يقصدون الأردن للعلاج، إذ تتواصل معهم وتخدمهم".
وتفخر الكشر باستقلاليتها وعدم انتمائها إلى أي تيار سياسي، وقدمت الشكر لكل من دعمها لترشحها لرئاسة الحكومة الليبية 2021، كما شكرت كل من يعارض ترشحها، قائلة: "هذا يجعلني أزداد تحديا ضد أي شخص يقلل من أهمية دور المرأة أو قدرتها في أي منصب كان".
وبدأت أمس الاثنين في جنيف اجتماعات ملتقى الحوار السياسي الليبي، بهدف اختيار أعضاء السلطة التنفيذية، وإنهاء حالة الاقتتال الحاصلة في ليبيا منذ سنوات.