أعلن مدير المركز القومي للمناهج في السودان عمر القراي، الخميس، استقالته من منصبه بعد ساعات من تجميد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك العمل بالمناهج الجديدة؛ عقب جدل واسع حولها.
واستنكر "القراي" في استقالته التي قدمها لرئيس الوزراء، "الأخذ بنصائح جماعة الإخوان المسلمين وأنصار السنة وفلول النظام البائد في أمر المناهج".
وأثارت المناهج الجديدة انقساما وجدلا كبيرا في الأوساط السودانية بين مدافع ورافض، وتبادل مؤيدو ومعارضو المناهج الجديدة الاتهامات، ووصلت حد التهديد بالذبح لمدير المركز المسؤول عن المناهج، عمر القراي.
وأعلن رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، الأربعاء، تجميد العمل بالمقترحات المطروحة من إدارة المركز القومي للمناهج والبحث التربوي، والتي أثارت جدلا في البلاد، فيما أعلن إنشاء لجنة قومية تضم التربويين والعلماء المتخصصين، وتمثل كافة أطياف الآراء والتوجهات في المجتمع، لتعمل على إعداد المناهج الجديدة.
وقال رئيس الوزراء، إن "قضية إعداد المناهج تحتاج إلى توافق اجتماعي واسع، وهي قضية قومية تهم الجميع، بحيث تستند المناهج التربوية على المنهج العلمي الذي يشحذ التفكير وينمي قدرات النشء ويُحفز القُدرات الإبداعية على التفكير والابتكار، ويغرس في العقول روح التأمل وأساسيات العلوم الحديثة والرياضيات والفنون، ويفتح الآفاق للانفتاح على العالم وتاريخه وحضاراته".
وأفاد حمدوك بأنه ناقش قضية المناهج مع طيف واسع من الأكاديميين والتربويين والطوائف الدينية، وأن الأطراف أكدت على ضرورة تغيير المناهج الموروثة من النظام السابق بمناهج تراعي مبادئ الثورة وقيم التنوع السوداني.
وأثارت التعديلات على المناهج جدلا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الإعلام والمساجد في السودان، وتناول ناشطون صورا قالوا إنها للذات الإلهية وردت في منهجي التربية الإسلامية والتاريخ (لوحة "خلق آدم" لمايكل أنجلو)، وتصوير (يوم القيامة) وسط موجة انتقادات شعبية ورسمية، بينما دافع مدير المناهج ومناصروه عن المناهج في شكلها الجديد.
وأفتى مجمع الفقه الإسلامي المسؤول عن إصدار الفتاوى الدينية، الثلاثاء الماضي، بحرمة تدريس كتاب التاريخ للمستوى السادس بمدارس الأساس.
وانتقدت هيئة علماء السودان والمجمع الصوفي وتربويون تعديل القراي للمناهج دون خطة مدروسة ودون تشكيل لجنة لوضع المناهج، وإجراء التعديلات عليها منفردا؛ مما أدى لتأخير العام الدراسي وإحداث ربكة لعامين دراسيين.