انتخب أعضاء مجلس النواب الأردني، اليوم الخميس، في أولى جلساتهم النائب عبد المنعم العودات رئيسا للمجلس، الذي ينعقد في دورة غير عادية مدتها اقل من عام.
وحصل العودات على 84 صوتا مقابل 26 صوتا للنائب المرشح محمد الفايز وألغيت 5 أوراق اقتراع، في انتخابات يمكن القول إنها لم تشهد منافسة حقيقية.
ومنذ أكثر من شهر تحدثت وسائل إعلام وشخصيات معارضة عن الرئيس القادم للمجلس هو النائب عبد المنعم العودات.
وحاول عدد من النواب تجنب عملية انتخاب رئيس المجلس عبر الاختيار بالتزكية بعد طلبهم من الفايز الانسحاب من الترشح لرئاسة البرلمان لصالح العودات.
وقال الفايز خلال الجلسة بعد رفضه الانسحاب إنه يعلم أن انتخابات رئاسة المجلس تتجه لصالح زميله العودات، ولكنه يرغب بإظهار المجلس بصورة ديمقراطية وإنه غير مسير كمجلس، في إشارة على ما يبدو إلى تدخلات لم يذكرها في عملية اختيار رئيس المجلس.
وغاب 15 نائبا عن حضور الجلسة بعد إصابة أغلبهم بفيروس كورونا من أصل 130 نائبا.
ولم يترشح النائبان أيمن المجالي وعبد الكريم الدغمي لرئاسة المجلس بعد أن أعلنا ذلك سابقا، فيما غاب الأخير عن الجلسة رغم ورود معلومات نقلتها وسائل إعلام محلية حول عدم إصابته بفيروس كورونا.
"كسر لوبي التزكية"
وقال الصحفي المختص بالشؤون البرلمانية وليد حسني إن الأمر الأساسي والديمقراطي هو أن تجرى انتخابات رئاسة المجلس لا أن يتم الاختيار بالتزكية وهو ما حاول بعض النواب أن يدفعوا إليه.
وأضاف في حديث مع "إرم نيوز" أن إصرار الفايز على الترشح رغم معرفته مسبقا بالنتيجة يعكس رغبته بـ "كسر لوبي التزكية"، وفقا لتعبيره، وهو خطوة ايجابية من جانبه عززت الشكوك بالتدخل.
وتابع أن ما حدث تحت القبة بعد حديث الفايز يسيء لصورة البرلمان والنهج الديمقراطي ويحمل مؤشرا على وجود تدخلات حكومية في عملية توجيه الأمور باتجاه شخصيات بعينها.
وحول غياب النائب عبد الكريم الدغمي، وهو رئيس سابق للمجلس، عن جلسة اليوم رغم عدم ثبوت إصابته بفيروس كورونا، قال إن غيابه يحمل رسالة احتجاج واضحة على النهج القائم بالتدخل في انتخابات رئاسة المجلس والرغبة في إبعاده عن الموقع، لا سيما أنه سبق وأن أعلن ترشحه لرئاسة البرلمان الحالي.
وافتتح الملك عبدالله الثاني، الخميس، أعمال الدورة غير العادية لمجلس الأمة (مجلسا الأعيان والنواب) التاسع عشر وألقى خطاب العرش السامي.
رغبة بالتجديد
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق سميح المعايطة إن اختيار العودات وبما يملكه من خبرات سابقة يعكس رغبة النواب بتقديم وجه جديد لرئاسة المجلس وقدره على التوافق بعد حصوله على عدد كبير من الأصوات.
وأضاف المعايطة في حديث مع "إرم نيوز" أن منصب رئيس مجلس النواب مهم في الدولة الأردنية وربما رغب النواب الجدد الذين يشكلون أغلب أعضاء المجلس بتقديم صورة مختلفة وأكثر إيجابية لمجلسهم عن المجالس السابقة عبر تقديم شخصية جديدة لم يسبق لها تولي رئاسة المجلس.
والنائب العودات من محافظة إربد ويحمل درجة البكالوريوس في القانون من جامعة اليرموك، وتولى رئاسة اللجنة القانونية 5 دورات في المجلسين السابقين.
