كشفت دراسة إيرانية عن إقبال سكان محافظة خوزستان (جنوب غرب) ذات الأغلبية العربية على التحول من المذهب الشيعي إلى السني، مؤكدة أن العنصرية والتهميش من قبل النظام هي أبرز عوامل عدول الأهالي عن المذهب الشيعي.
وجاء في دراسة منشورة في مجلة "الدراسات الإستراتيجية" الحكومية، وتداولتها وسائل إعلام إيرانية معارضة اليوم الأحد، أن "بعض العوامل تشجع الأهالي الشيعة من سكان محافظة خوزستان على التحول إلى المذهب السني، من بينها عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية".
وأشارت الدراسة -التي بحثت 3 محاور، هي: مؤشرات تغيير المذهب الشيعي في محافظة خوزستان، وأسباب هذا التغيير، وأخيرًا الأضرار الناجمة عن تغيير المذهب الشيعي- إلى أن العامل الثقافي يشارك بقوة بين العوامل المؤثرة في تحول أهالي خوزستان الشيعة إلى المذهب السني.
ولفتت الدراسة إلى شبكة "وصال حق" التلفزيونية، معتبرة أن هذه الشبكة "واحدة من أهم العوامل الثقافية التي أسهمت في تغيير التركيبة المذهبية في خوزستان الإيرانية من التشيع إلى المذهب السني بنسبة 29%".
وأضافت أن عوامل "ضعف النظام التعليمي وغياب الهيئات الثقافية والإعلامية فضلًا عن تراجع قبول أداء رجال الدين، كلها تأتي ضمن العوامل الثقافية التي أسهمت في عدول شريحة كبيرة من أهالي محافظة خوزستان من المذهب الشيعي إلى المذهب السني".
أما عن العوامل الاقتصادية التي دفعت أهالي خوزستان إلى اعتناق المذهب السني، فرأت الدراسة الإيرانية أن "الفقر وغياب التنمية المتوازنة فضلًا عن نسبة البطالة الكبيرة قد أسهمت في تغيير التركيبة المذهبية لدى أهالي المحافظة".
ونوهت الدراسة إلى أهم العوامل الاجتماعية والسياسية في هذا الإطار، حيث أكدت أن "العنصرية والتهميش، بجانب إغفال الحكومات الإيرانية المتعاقبة لأوضاع أهالي منطقة خوزستان، قد لعبت الدور الأبرز في تغيير أهالي المحافظة لمذهبهم من التشيع إلى المذهب السني".
انتقام
ورأت أن "مسألة تغيير المذهب من التشيع إلى السني في خوزستان لم تحدث دفعة واحدة، وإنما جاءت عندما رأى المواطنون عدم تحرك السلطات الحاكمة لحل مشكلاتهم التي تتمثل في الفقر والبطالة، إذ أدى هذا بهم إلى التفكير في الانتقام، ويرون أن الحل في تغيير عقيدتهم ومذهبهم".
وذكرت الدراسة أن "أهم المدن بخوزستان التي شهدت تحول أهلها من التشيع إلى المذهب السني بنسبة مرتفعة هي: "الأهواز، كارون، شوشتر، عبادان، خرمشهر، شوش وسوسنكر وشادكان هويزة"، مشيرة إلى أن العرب يمثلون أكثر الأقوام التي أقدمت على تغيير مذهبها الشيعي إلى السني.
وختمت الدراسة حديثها عن تغيير التركيبة المذهبية في خوزستان، بتحذير سلطات النظام الإيراني من زيادة إقبال أهالي خوزستان على التحول من المذهب الشيعي إلى السني، لافتة إلى "أن هذا الأمر سوف يتحول في المستقبل إلى ظاهرة".
يأتي هذا في ظل اتهامات للنظام الإيراني بتعمد إهماله مناطق بعينها، وأبرزها محافظة خوزستان ومركزها مدينة الأهواز وحرمانها من الخدمات الأساسية؛ وذلك بهدف تصفية سكان هذه المنطقة في ظل امتلاكهم ثروات طبيعية كبيرة أهمها النفط والغاز.