قال مستشار عسكري للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن طهران تواصل السعي لطرد جميع القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط انتقامًا من الغارة الأمريكية بالطائرة المسيرة على بغداد، والتي قتلت الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في يناير الماضي.
وقال حسين دهقان، وهو مرشح محتمل للرئاسة في عام 2021، إن الضربات الانتقامية الإيرانية التي وجهت لقاعدة أمريكية في العراق كانت مجرد "صفعة أولية"، وأضاف أنه لن تكون هناك عودة سهلة إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة لهذا السبب.
وحذر مستشار المرشد من أن أي هجوم أمريكي على إيران قد يؤدي إلى "حرب شاملة" في الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب.
وفي حديث لوكالة "أسوشيتيد برس"، قال دهقان بلهجة متشددة: "نحن لا نرحب بالأزمة، ولا بالحرب، فنحن لسنا من يبدأ الحرب، ولكننا لا نسعى وراء المفاوضات دون هدف أيضًا".
ووصف دهقان (63 عاما) نفسه بأنه "قومي" بلا "نزعة سياسية تقليدية" خلال مقابلة في مكتبه في وسط طهران، وهو واحد من المرشحين للتسجيل في انتخابات 18 يونيو مع انتهاء فترة روحاني الحالية، ومن الآخرين التكنوقراط الشاب ذا العلاقات بالاستخبارات الإيرانية الرئيس المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد.
وأثناء مناقشة البيئة المحيطة بإيران، عكست وجهات نظر دهقان العديد من آراء خامنئي، وقال القائد السابق لسلاح الجو في الحرس الثوري والذي حصل على رتبة عميد إن أي مفاوضات مع الغرب لا يمكن أن تشمل الصواريخ البالستية الإيرانية التي وصفها بأنها "رادع" لخصوم طهران.
وتصاعدت الدعاية المتعلقة ببرنامج الصواريخ الإيراني في الأسابيع الأخيرة، وعرضت الصفحة الأولى لصحيفة "طهران تايمز" الناطقة بالإنجليزية اليوم الأربعاء خريطة لصواريخ إيرانية تحمل نجوما حمراء تشير إلى القواعد الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة وكلمة "تراجع " مطبوعة بحروف كبيرة عليها، وحذر عنوان رئيس أعلى الصورة من أن إيران سترد على "أي مغامرة من ترامب".
وقال دهقان: "إن جمهورية إيران لن تتفاوض بشأن قوتها الدفاعية مع أي طرف تحت أي ظرف من الظروف، مضيفا أن "الصواريخ الباليستية هي رمز للإمكانات الهائلة التي لدى خبرائنا وشبابنا ومراكزنا الصناعية".
وحذر دهقان، الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات منذ نوفمبر 2019، من أي تصعيد عسكري أمريكي في الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب، وقال: "الصراع التكتيكي المحدود يمكن أن يتحول بسرعة إلى حرب كاملة، ولا الولايات المتحدة ولا المنطقة ولا العالم يمكن أن يقبل مثل هذه الأزمة الشاملة".
وقال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إنه مستعد للعودة إلى الاتفاق النووي، الذي شهد رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل أن تحد طهران من تخصيب اليورانيوم، إذا امتثلت إيران أولا بجانبها من الصفقة.
ومنذ انسحاب ترامب، تجاوزت إيران جميع القيود المفروضة بموجب الاتفاق بينما كانت لا تزال تسمح للمفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة بالعمل في البلاد، وقال دهقان إن عمليات التفتيش الخاصة بالولايات المتحدة يجب أن تستمر طالما أن المفتش ليس "جاسوسا".
ومنذ ذلك الحين، انفجر مصنع متطور لتجميع أجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز النووي الإيراني واشتعلت فيه النيران في يوليو، وقال دهقان إن إعادة الإعمار في نطنز مستمرة بعد أن أظهرت صور الأقمار الصناعية أعمال بناء جديدة في الموقع، ووصف الحادث بأنه "تخريب صناعي".
وقال دهقان دون التطرق إلى تفاصيل: "أجرى بعض المسئولين عن تركيب بعض الأجهزة هناك بعض التغييرات مما أدى إلى انفجار".
ومن المرجح أن يُنظر إلى رئاسة دهقان بعين الريبة في واشنطن وباريس، فعندما كان قائدًا شابًا في الحرس الثوري، أشرف دهقان على عمليات في لبنان وسوريا بين عامي 1982 و1984، وذلك وفقا لسيرة رسمية أعطيت للبرلمان الإيراني في عام 2013، وكانت إسرائيل، العدو اللدود لإيران في الشرق الأوسط، قد غزت لبنان للتو وسط الحرب الأهلية في ذلك البلد.
وفى عام 1983 هاجم انتحاري في شاحنة مفخخة بالمتفجرات من الدرجة العسكرية ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت ما أسفر عن مصرع 241 جنديًا أمريكيًا و58 فرنسيًا، وفي حين تنفي إيران تورطها في الحادث، حكم أحد قضاة المحكمة الأمريكية في عام 2003 بأن طهران كانت المسؤولة.
وقال القاضي إن السفير الإيراني لدى سوريا في ذلك الوقت اتصل بـ "أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني وأمره بالتحريض على تفجير ثكنات المارينز".
ومن جانبه، نفى دهقان بشدة تورطه في التفجير، على الرغم من أنه كان القائد الأعلى للحرس هناك آنذاك، وقال: "الولايات المتحدة تحاول ربط أي شيء يحدث في العالم بشخص في إيران، هل لديهم أدلة حقا؟ لماذا يربطون الواقعة بي؟".
وفي الوقت الذي أكد فيه أنه يريد تجنب الصراع، حذر دهقان من أن الوجود الإسرائيلي الموسع في الشرق الأوسط قد يتحول إلى "خطأ استراتيجي"، وقال: "إنها تفتح جبهة واسعة، وتخيلوا أن كل إسرائيلي في أي قاعدة عسكرية يمكن أن يتم استهدافه من قِبل مجموعة معارضة لإسرائيل".