بدأت تظهر ملصقات بالعبرية مكتوب عليها "عليك أن تشكر ترامب" على حافلات صغيرة في تل أبيب هذا الأسبوع، حيث نقلت إعلانات الجمهوريين سباق البيت الأبيض إلى شوارع إسرائيل.
الديمقراطيون يسعون أيضا لجذب أصوات الأمريكيين الإسرائيليين، ورتبوا مع شركة (دي.إتش.إل) لخدمات الشحن السريع خصما بنسبة 40 % للناخبين الذين تُلزمهم ولاياتهم بإرسال بطاقات اقتراع عن طريق البريد.
وكل صوت في أي مكان له وزن وقيمة مع اقتراب موعد الانتخابات، لكن إسرائيل في بؤرة الاهتمام لأن العديد من ذوي الجنسية الأمريكية الإسرائيلية المزدوجة مسجلون في ولايات قد تحسم السباق مثل فلوريدا وبنسلفانيا.
ولا توجد إحصائيات موثوق بها حول الميول السياسية للأمريكيين الإسرائيليين، لكن مارك زيل رئيس فرع الحزب الجمهوري في إسرائيل قدر أن هناك ما بين 25 و30 ألف ناخب مسجل من فلوريدا في البلاد.
وقال: "قد يكون ذلك هو العامل الحاسم في المنافسة في تلك الولاية"، مشيرا إلى فوز جورج دبليو بوش بفارق ضئيل في فلوريدا عام 2000، وهو الأمر الذي مكنه من اقتناص النصر الانتخابي.
وحظي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بنفوذ كبير في إسرائيل خلال فترة ولايته، فقد أبهج الكثيرين باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها.
ومن جانبهم، أرسل أنصار المرشح الديمقراطي جو بايدن بطاقات انتخابية بريدية إلى الديمقراطيين الإسرائيليين والمستقلين من الولايات التي يمكن أن تحسم المنافسة، والتي يقولون إن نحو نصف الديمقراطيين من الأمريكيين الإسرائيليين مسجلون بها.
وقالت رئيسة فرع الحزب الديمقراطي في إسرائيل هيذر ستون، إن بايدن "صديق قديم لإسرائيل سيساعد في إبقاء" رؤية حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
بايدن أم ترامب؟
وتتراوح تقديرات الحزبين لعدد مزدوجي الجنسية المقيمين في إسرائيل من 100 إلى 300 ألف، ورجح بعض الخبراء الذين يتتبعون المعلومات أن يكون العدد أكثر من 250 ألفا.
وأشار نحو 6 من الناخبين الأمريكيين الإسرائيليين تحدثوا للإعلام ، إلى أن أزمة فيروس كورونا والسياسة الاقتصادية ومواقف المرشحين من إسرائيل كلها عوامل تساهم في تحديد قرارهم.
وقال هيزي كوجلر وهو ناخب من نيويورك، إنه سيصوت لصالح بايدن "للعودة إلى الذوق والرجوع للنزاهة" على أعلى مستوى في الحكومة.
وأضاف كوجلر، البالغ من العمر 62 عاما، وهو متخصص في قطاع الطاقة في تل أبيب أن "ترامب فعل أشياء تخدم المصالح الإسرائيلية، لكن افتقاره إلى القيادة العالمية أحدث فراغا هائلا في المنطقة يضر بشكل عام بإسرائيل".
وفي مدينة بيت شيمش الإسرائيلية، قال الجمهوري ديفيد وينر، إن ترامب هو الخيار الصحيح لأنه تعامل مع الصراعات الشائكة في الشرق الأوسط "من منظور رجال الأعمال".
وفي الشهر الماضي، أقام ترامب مراسم في البيت الأبيض شهدت توقيع الإمارات والبحرين اتفاقيات لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل.
التواصل مع الفلسطينيين
على الرغم من أن الانتخابات الأمريكية أكثر وضوحا في إسرائيل، هناك أيضا العديد من الفلسطينيين مؤهلون للتصويت.
وشجعت السفارة الأمريكية في القدس كلا الجانبين على التصويت، واستضافت فعاليات مباشرة على "فيسبوك" مع ترجمة باللغة العربية موجهة إلى سكان الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وبالنسبة للديمقراطيين في الخارج، قالت ستون إنها كانت تعمل مع نشطاء فلسطينيين في القدس الشرقية وفي الشتات من أجل التصويت.
وقالت كفاح أبو خضير، وهي ناشطة في القدس الشرقية، إن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يواجهون عقبات عدة أمام إرسال أصواتهم إلى الخارج، بما في ذلك خدمات بريدية لا يعول عليها وصفتها بأنها "غير موجودة فعليا"، مضيفة أنه "لم يحالفنا الحظ كثيرا في التصويت هنا".
وفي غزة، حيث يعيش ما يقدر بنحو 300 أمريكي من أصل فلسطيني، قال كمال أبو شارية إنه يأمل في التصويت لأول مرة منذ أوائل التسعينيات وذلك لأسباب ترجع في جانب منها إلى الغضب من ترامب.
لكنه لا يحدوه أمل كبير في أن يتراجع بايدن عن جميع تحركات ترامب المؤيدة لإسرائيل في حال فوزه، حيث قال: "لا أعتقد أن بايدن سيعمل على (إعادة) السفارة (إلى تل أبيب) أو إعادة قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى الطاولة".