صحة غزة: وفاة 5 حالات جراء المجاعة وسوء التغذية والإجمالي يرتفع إلى 387 شخصا بينهم 138 طفلا
ناقش محللون سياسيون أبرز الأزمات التي تواجه نظام المرشد الإيراني علي خامنئي في المرحلة الراهنة، مسلطين الضوء على مؤشرات تراجع نفوذ طهران في المنطقة، في ظل تطورات المواقف السياسية لدول الجوار وأهمها العراق ولبنان.
وقالت الكاتبة الإيرانية مهسا محمدي إن "النظام الإيراني وعلى رأسه المرشد خامنئي يواجه أزمات عديدة في الوقت الراهن، في طليعتها تبعات فيروس كورونا الصحية والأهم الاقتصادية على البلاد".
وأشارت محمدي في مقالها المنشور على موقع "زيتون" التحليلي إلى أن تأزم الوضع المعيشي والاقتصادي في إيران دفع خامنئي لتغيير بعض مواقفه السابقة، بل بات المرشد الإيراني يعكف على إلقاء التهم على بعض العوامل في تردي الأوضاع بالبلاد".
وأوضحت أن خامنئي ركز خلال خطابه الأخير بمناسبة عيد الأضحى على أن الاتفاق النووي وحتى الآليات الأوروبية لمواصلة الأنشطة التجارية مع إيران أثبتت فشلها في معالجة الوضع الاقتصادي لطهران، بل واتهم هذه العوامل بتكبيد اقتصاد إيران خسائر باهظة.
كما نوهت إلى تصاعد الأزمة المشهودة بين المرشد خامنئي والرئيس حسن روحاني حول موقف إيران من التفاوض مع الولايات المتحدة، حيث وجه خامنئي في خطابه الأخير هجوما غير مباشر على حكومة روحاني بقوله "إن مسألة عدم التفاوض مع الأمريكيين قد أعلنتها مرات عديدة، بينما لا يفهمها البعض أو يتظاهرون بعدم فهمها".
واعتبرت محمدي أن هذا التصريح لخامنئي جاء ردا سريعا على إعلان روحاني قبل أيام عن استعداد إيران التفاوض مع الأمريكيين، خاصة بعدما كشف روحاني عن محاولات عدة من واشنطن للتواصل مع الرئاسة الإيرانية للتباحث.
ورأت الكاتبة الإيرانية أن "إيران باتت اليوم تواجه الأزمات ذاتها التي كانت تحاصرها قبل توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، ورغم عجز نظام خامنئي أمام سيل العقوبات، إلا أنه يمتنع عن قبول واقع المأزق الذي يحاصره".
ورقة محور المقاومة
من جانبه، تناول المحلل الإيراني أحمد رأفت مؤشرات تراجع نفوذ النظام الإيراني في المنطقة، في ظل تطورات المواقف السياسية والعسكرية لدول الجوار، خاصة العراق ولبنان.
وقال رأفت في مقاله المنشور على موقع صحيفة "كيهان" في نسختها اللندنية إن "حلقة الجمهورية الإسلامية في المنطقة باتت تضيق يوما بعد يوم، خاصة في ظل تراجع الموقف العسكري لميليشيات إيران في المنطقة، ما تعرف بمحور المقاومة".
وبين أن "إيران كانت تلعب بورقة محور المقاومة كأداة للضغط والمساومة أمام الغرب، بينما هذه الورقة باتت على وشك الاحتراق، ولم يعد النظام الإيراني قادرا على تعزيز موقفها العسكري".
وأكد أن ميليشيات حزب الله اللبنانية تواجه اليوم أزمات أحرجت موقفها العسكري، وذلك في ظل المناوشات العسكرية الأخيرة مع إسرائيل، بعد تقارير أفادت بإقدام الأخيرة على استهداف قيادي بحزب الله وعجز الميليشيات عن الرد.
وكشف المحلل الإيراني نقلا عن مصدر فلسطيني أن إيران طلبت من حركة حماس تنفيذ هجمات على إسرائيل، ردا على استهداف تل أبيب لقيادي حزب الله، بينما رفضت حماس هذا الطلب.
كما أشار إلى جهود المجتمع الدولي للضغط على حزب الله، التي تأتي بالأساس لضرب نفوذ النظام الإيراني في الشرق الأوسط، ومن بين هذه الجهود إدراج ألمانيا لحزب الله في قائمة المنظمات الإرهابية، وأخيرا تمديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة الطوارئ للبنان لعام آخر.
واعتبر أن المؤشرات السالفة الذكر، إضافة إلى موقف الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، تؤكد تراجع نفوذ طهران في المنطقة الذي يعتمد بالأساس على حرب الوكالة، وفق قوله.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد أعلن عن اتخاذ قرارات وإجراءات تهدف للحد من نفوذ الميليشيات المسلحة التابعة للنظام الإيراني في بغداد، كما أكد في زيارته الرسمية لطهران ضرورة وقف التدخلات الإقليمية في بلاده.