logo
أخبار

رغم أزمة البلدين مع كورونا.. تحركات وتوترات أمريكية إيرانية تنذر بمواجهة محتملة

رغم أزمة البلدين مع كورونا.. تحركات وتوترات أمريكية إيرانية تنذر بمواجهة محتملة
23 أبريل 2020، 7:13 ص

مع تصاعد وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد في كل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وضرورة تركيز البلدين على حل هذه الأزمة التي تعصف بأرواح مواطنيهما واقتصادهما القومي، إلا أن حدة التوتر السياسي والعسكري بين البلدين لم تنخفض، لا سيما في ظل التحركات وسيل التهديدات الأخيرة بين البلدين، وأثرها على احتمالية دخولهما مواجهة في الخليج.

فإيران التي تتصدر منطقة الشرق الأوسط في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في ظل عجز النظام عن حل الأزمة، خرجت خلال الأيام الماضية تمارس سياستها المعهودة في زعزعة أمن المنطقة؛ وذلك بعد تقارير تحدثت عن تحرش زوارق للحرس الثوري بقطع بحرية أمريكية متمركزة في مياه الخليج، ولاحقا إطلاق قمر صناعي عسكري هو الأول في تاريخ هذا البلد.

وردا على هذه الممارسات، أطلق مسؤولون أمريكيون وعلى رأسهم الرئيس، دونالد ترامب تحذيرات شديدة اللهجة لنظام طهران، وصل إلى حد التهديد باستهداف أي زوارق أو قطع بحرية إيرانية تتحرش بالقوات الأمريكية أو تمارس تحركات غير مدروسة في مياه الخليج.

ورأى خبراء أن تهديد ترامب بضرب الزوارق الإيرانية في مياه الخليج، رغم ما يشوبه من استعراض سيطرة واشنطن وتأكيدها على ردع تحركات نظام طهران، إلا أنه في الواقع أن هذا التهديد جائز للقوات الأمريكية التي يُمكنها تدمير أي هدف يعمل على الاقتراب منها، وفقا للقوانين الحاكمة لهذه القوات.

وفضلا عن هذا، لفت ساسة أمريكيون إلى أن ترامب في ظل الأزمة الصحية والاقتصادية التي يواجهها مع تفشي كورونا، ربما يلجأ إلى خيار ضرب إيران حتى لو بشكل محدود بهدف زيادة فرصته في النجاح بالانتخابات الأمريكية المقبلة.

أما عن القمر الصناعي العسكري الذي أطلقه الحرس الثوري الإيراني، أمس الأربعاء، بالتزامن مع ذكرى تأسيس هذه القوات، فيرى مراقبون أن إطلاقه في هذا التوقيت يحمل رسالة من النظام، وهي عدم التراجع عن سياسة الجمهورية الإسلامية حتى في خضم أزمات عاصفة مثل كورونا.

وتأكيدا على هذه الإجابة المراوغة التي صرح بها وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، ردا على سؤال حول ماهية أهداف القمر الصناعي، وهل هي عسكرية أم سلمية، فقد قال: "إن البرنامج الفضائي الإيراني له جانب دفاعي وتتولاه القوات المسلحة".

لكن هذا القمر الصناعي في حال نجحت مهمته في ظل تقارير أمريكية عن فشل التحاقه بمداره في الفضاء فقد يتسبب في مواجهة سياسية جديدة بين إيران وأمريكا؛ وهي مشروعية إطلاق طهران لهذا القمر، لا سيما وأن المسؤول عن إطلاقه، أي الحرس الثوري، يُعد منظمة مُدرجة في قائمة الإرهاب.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو قال في تعليقه على إطلاق الحرس الثوري للقمر الصناعي العسكري: "لقد أطلق هذا القمر من قبل مؤسسة عسكرية مُدرجة في قوائم الإرهاب الأمريكية؛ وبالتالي فهي خطوة تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي.

وفي خضم هذا التوتر الآخذ في التصاعد، حذر تقرير إخباري نشره موقع "يورو نيوز" في نسخته الفارسية، من استمرار التوتر القائم بين إيران وأمريكا في المرحلة الراهنة وأثره على دخول البلدين في مواجهة محتملة في مياه الخليج.

ولفت التقرير إلى سجل التوتر الذي سجلته البلدان وبالأخص منذ بداية العام الجاري بعد اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني أحد أخطر قيادات الحرس الثوري والنظام الإيراني، ثم ما تلاه من استهداف الحرس الثوري لقواعد عسكرية أمريكية في العراق، محذرا من دخول فصل جديد من هذا التوتر في الوقت الراهن.

أما عن دور أزمة كورونا في احتمالية خفض التوتر بين البلدين، فرأى التقرير أن كورونا لم يفلح في خفض حدة المواجهة بين البلدين؛ وذلك بعد مواصلة طهران لتحركاتها في الخليج ودورها بفرض واشنطن عقوبات جديدة على شخصيات ومؤسسات إيرانية.

ونوه إلى أن إيران استغلت حتى أزمة كورونا لمواصلة هجومها السياسي ضد أمريكا؛ وذلك بعد أن اتهم كبار قادة النظام الإيراني، وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، الولايات المتحدة بشن هجوم بيولوجي على إيران حتى أصابتها بكورونا.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC