logo
أخبار

الطائرات الحربية تغيب عن سماء إدلب منذ بدء سريان وقف إطلاق النار‎

الطائرات الحربية تغيب عن سماء إدلب منذ بدء سريان وقف إطلاق النار‎
06 مارس 2020، 3:22 ص

تشهد محافظة إدلب في شمال غرب سوريا غياباً تاماً للطائرات الحربية عن أجوائها منذ دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا وتركيا حيز التنفيذ، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسلو وكالة فرانس برس، الجمعة.

وبدأ عند منتصف ليل الخميس الجمعة وقف لإطلاق النار أعلنه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، في محاولة لوضع حد لأكثر من ثلاثة أشهر من تصعيد عسكري دفع بنحو مليون شخص إلى الفرار، في إحدى أكبر موجات النزوح منذ بدء النزاع قبل تسعة أعوام.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الجمعة، عن مصدر عسكري قوله: إن هناك التزاما بوقف إطلاق النار في منطقة إدلب السورية، والذي اتفق عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأن الوضع على الأرض هادئ.

وأفاد المرصد صباح الجمعة عن "غياب تام للطائرات الحربية التابعة لقوات النظام وحليفتها روسيا عن أجواء إدلب" منذ بدء الهدنة.

ودارت، وفق المرصد، "اشتباكات متقطعة مع تبادل لاطلاق النار في الساعات الثلاث الأولى من يوم الجمعة، من دون تسجيل أي خسائر بشرية، ثم توقفت لاحقاً".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس "يسود الهدوء الحذر والهدنة لا تزال صامدة حتى الآن".

وأفاد مراسلو فرانس برس عن هدوء تام قرب جبهات القتال.

وتعهد إردوغان وبوتين إثر لقاء استمر ست ساعات في الكرملين الخميس بالعمل على أن يكون وقف اطلاق النار "مستداماً".

ووفق نص الاتفاق الذي اطلعت عليه فرانس برس، ستُسيّر الدولتان دوريات مشتركة، بدءاً من 15 آذار/مارس، على مسافة واسعة في محيط طريق "ام فور" الدولي الذي يربط محافظة اللاذقية الساحلية بمدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد.

ويتطلع الطرفان إلى إنشاء "ممر آمن" بمسافة ستة كيلومترات من جانبي الطريق، ما يعني ضمنياً منطقة عازلة بطول 12 كيلومتراً.

وأعلن إردوغان أنّ الهدف "منع تفاقم الأزمة الإنسانية في إدلب"، محذراً في الوقت نفسه من أنّ أنقرة تحتفظ "بحق الرد بكل قوتها وفي كل مكان على اي هجوم" تشنه دمشق.

وكان بوتين الذي تحدث قبل نظيره التركي، أمل في أن يشكّل نص الاتفاق "أساساً صلباً لوضع حد للمعارك" و"لوقف معاناة المدنيين".

ترحيب أوروبي

من جانبه، رحب جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، باتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته موسكو وأنقرة، وقال إن التكتل سيكثف الآن مساعدة المدنيين المتأثرين بالصراع.

وقال للصحفيين قبل رئاسة اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الكرواتية زغرب "وقف إطلاق النار أمر طيب. دعونا نرى كيف يمضي لكنه شرط مسبق لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان في إدلب".

وردا على سؤال بشأن إمكانية فرض منطقة حظر طيران في إدلب، أجاب "يتعين أن نركز جهودنا على الجانب الإنساني".

وفي السياق ذاته ذكر وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، اليوم الجمعة، أنه يجب تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته موسكو وأنقرة في منطقة إدلب السورية من خلال إقامة منطقة حظر طيران لمنع تعرض أي مستشفيات للقصف.

وقال للصحفيين لدى وصوله إلى زغرب لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي "سيكون من الحكمة إضافة منطقة حظر طيران".

وأضاف "أعتقد أن الدول الأوروبية ترغب بشدة في المضي قدما... لإقناع كل أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإقامة منطقة حظر الطيران تلك. هذا لن يعوق القتال ضد القاعدة، لكنه سيوقف قصف المستشفيات".

وتسبّب الهجوم الذي بدأته قوات النظام بدعم روسي منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر بكارثة إنسانية كبرى مع نزوح حوالى مليون شخص. وتسبّب بمقتل نحو 500 مدني بحسب المرصد.

وتمكنت دمشق بموجب الهجوم من التقدم والسيطرة على مناطق واسعة في جنوب إدلب وغرب حلب. وتوتر الوضع في المنطقة الأسبوع الماضي إثر مقتل 34 جندياً تركياً بضربة جوية نسبتها أنقرة إلى دمشق، ليرتفع عدد قتلى جنود تركيا إلى أكثر من خمسين منذ مطلع شباط/فبراير.

وأعلنت أنقرة مقتل جنديين أحدهما الخميس بعد اعلان وقف اطلاق النار. وأفادت وزارة الدفاع التركية عن "تحييد" 21 عنصراً من قوات النظام السوري عبر طائرة مسيرة من دون طيار، رداً على مقتله.

واستبق الرئيس السوري بشار الأسد اعلان الهدنة بتأكيده أن استعادة محافظة إدلب تشكل "أولوية" في الوقت الراهن.

ويوشك النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص على بدء عامه العاشر منتصف الشهر الحالي، بعدما ألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى الى تهجير وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC