إعلام إسرائيلي: صافرات الإنذار تدوي قرب البحر الميت للتحذير من عبور طائرة مسيرة
بعد سجال طويل، كلف الرئيس اللبناني ميشال عون حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة، الأمر الذي يرجح أن يفتح سجالات جديدة لعدم وجود إجماع على شخصية تبدو "مغمورة" قياسًا إلى الطبقة السياسية المعروفة في لبنان، غير أن ما يشفع لها أنها قادمة من وسط أكاديمي، قلما يحظى بالاهتمام ضمن المشهد السياسي اللبناني المضطرب .
وتم تداول اسم دياب، الذي تولى وزارة التربية والتعليم عام 2011 في حكومة نجيب ميقاتي، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إعلان سعد الحريري عزوفه عن المهمة في ظل حصار عليه ورفض لشرطه الأساس بحكومة "تكنوقراط" تكون مؤهلة للقيام بعملية إنقاذ وترضي الشارع المنتفض.
غير أن التكليف الرسمي جاء اليوم الخميس، ليشرع النشطاء اللبنانيون في فتح سيرة الرجل، والنبش في أرشيفه الأكاديمي والسياسي.
النقطة الأبرز التي تمت إثارتها هي أن التكليف جاء بدعم مما يسمى تكتل 8 آذار الذي يقوده حزب الله، ودون رضا السنة بمجلس النواب، وهو ما يعني أن دياب سيواجه معارضة من المعسكر الآخر، أي تكتل 14 آذار، رغم أن هذا "الفرز السياسي" لم يعد فاعلًا كما كان في السابق، عندما اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وهو ما أدى إلى انقسام سياسي حاد في المشهد السياسي اللبناني.
ولد دياب في بيروت عام 1959، وهو يشغل نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وأستاذ مادة هندسة الكمبيوتر في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة نفسها.
وفي رصيد دياب أكثر من 150 منشورًا في مجلات متخصصة ومؤتمرات دولية، وأشرف على أكثر من 80 مشروعًا بحثيًا، وهو مهندس مجاز ومسجّل في مجلس الهندسة في بريطانيا، ومهندس مهني مجاز ومعتمد في السجل الوطني للمهندسين المهنيين في أستراليا.
وانتدبته الجامعة الأمريكية في بيروت لتولّي منصب الرئيس المؤسس وعميد كلية الهندسة في جامعة ظفار في سلطنة عمان.
وهو متزوج من نوار رضوان المولوي، وله ثلاثة أولاد، بنت وولدان.
وفي المعلومات المقدمة عن دياب أنه يشبه الرئيس سليم الحص في مسيرته، أستاذ في الجامعة الأمريكية ويحظى بتقدير واشنطن، ويمكن أن يعطي ارتياحًا لدى المجتمع الدولي واطمئنانًا للشارع المطالب بوجوه من خارج الطبقة السياسية المستهلكة، وفق صحيفة النهار.
وفور تكليفه بتشكيل الحكومة لمح دياب إلى بعده عن السياسة، واصفًا نفسه بأنه مستقل، ومؤيد لانتفاضة اللبنانيين التي قال إنها تمثله.
وتعهد دياب بالعمل جاهدًا على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، مشددًا على أن جميع الجهود يجب أن تتركز على وقف الانهيار واستعادة الثقة.
وأكد دياب أن الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد ضرورة قصوى.
هذا، ونال دياب تأييد 69 نائبًا من النواب الذين شاركوا في استشارات تشكيل الحكومة، غالبيتهم من كتل حزب الله وحلفائه، لا سيما التيار الوطني الحر، حزب ميشال عون، وحركة أمل الشيعية التي يتزعمها نبيه بري.
وحجب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ونواب تيار المستقبل الذي يتزعمه، الكتلة السنية الأبرز في البرلمان، أصواتهم عن دياب، وكذلك فعل رئيسا الحكومة السابقان نجيب ميقاتي وتمام سلام، مبدين اعتراضهما على تسمية "سقطت بالمظلة".
ويأتي تكليف دياب على وقع أزمة سياسية حادة في لبنان وانهيار اقتصادي ومالي متسارع يثير غضب اللبنانيين، الذين يتظاهرون منذ شهرين ضد السلطة السياسية ويطالبون برحيلها مجتمعة.
ولا يعني تكليف دياب بتشكيل الحكومة أن ولادتها ستكون سهلة في بلد يقوم نظامه على المحاصصة الطائفية والسياسية، وعادة ما يستغرق تشكيل الحكومة أشهرًا عدة للتوافق على تقاسم الحصص بين مكوناتها.