أعلنت صحيفة "كيهان" الإيرانية في نسختها اللندنية، في تقرير نشرته، اليوم الخميس، أن الإجراءات النووية الأخيرة التي أعلنتها طهران تشير إلى غموض الأنشطة التي تُجريها طهران في منشأة "فوردو".
وأثار قرار إيران الأخير بضخ الغاز في أجهزة طرد مركزي حديثة في منشأة "فوردو" النووية جدلًا حول طبيعة الأنشطة النووية في هذه المنشأة الواقعة تحت الأرض، وإلى أي مدى اقتربت طهران من تصنيع السلاح النووي.
و"فوردو" هي محطة نووية لتخصيب اليورانيوم تقع قرب قرية فوردو بمحافظة قم (جنوبي العاصمة طهران).
فيما كشفت تقارير أمنية غربية أن إيران قامت ببناء هذه المنشأة سرًا في العام 2006، تحت عمق 80 مترًا أسفل هرم جبلي غني بصخور صلبة لحمايتها من أي هجوم.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن بعض الخبراء الأوروبيين والأمريكيين أعربوا عن شكوكهم في طبيعة الأنشطة النووية التي تُجريها إيران في منشأة فوردو؛ لاسيما الموقع غير المألوف التي يُميزها عن بقية المنشآت النووية في إيران.
وربطت الصحيفة تصاعد شكوك الخبراء الغربيين بأنشطة إيران الأخيرة، والتقارير التي أكدت تحفظ طهران على مفتشة تتبع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال تفقدها منشأة نطنز النووية، حيث كشفت تقارير إيرانية أن سبب توقيف المفتشة يعود للاشتباه في حملها "مواد مشبوهة".
وكانت وكالة أنباء "خبر أونلاين" المحلية أفادت في تقرير نشرته أمس الأربعاء، بتوقيف منظمة الطاقة النووية الإيرانية الأسبوع الماضي لمفتشة تتبع الوكالة الدولية، وذلك بعدما رصدت أجهزة الإنذار بمنشأة نطنز النووية وجود مواد مشبوهة بحوزة المفتشة.
ورأت صحيفة "كيهان.لندن" أن مماطلة إيران بالسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة وتفقد مواقعها النووية يؤكد شكوك الخبراء بطبيعة الأنشطة النووية لطهران، خاصة بعدما أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية رسميًا سحب اعتماد المفتشة المذكورة وفق بيان للوكالة يوم الخميس.
ولفتت الصحيفة المعارضة إلى أن بعض الخبراء يرون في حال واصلت إيران هذه الأنشطة وأبرزها زيادة معدل تخصيب اليورانيوم عن الحد المسموح والمتفق عليه في الاتفاق النووي، فإن أمام إيران ما بين 7 إلى 8 أشهر للتوصل إلى السلاح النووي.
وأعلنت إيران أمس الأربعاء، عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من خفض تعهداتها النووية في نطاق الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى في العام 2015، حيث جاء ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو وزيادة تخصيب اليورانيوم ضمن أبرز إجراءات هذه المرحلة.
وكان عدد من الحكومات الغربية وأبرزها الأمريكية والفرنسية أعربوا عن قلقهم تجاه إجراءات طهران النووية الأخيرة، فيما تُعد هذه الإجراءات انتهاكًا لبنود الاتفاق النووي المعني بحظر تخصيب اليورانيوم عن المعدل الذي يسمح بتصنيع السلاح النووي.