logo
صحة

خبراء يؤكدون فعالية لقاح الورم الحليمي البشري في الوقاية من السرطان

لقاح الورم الحليمي البشريالمصدر: hospitaltimes

أكدت الدكتورة ريبكا كوبر، أخصائية طب الأسرة في عيادة سانفورد هيلث بمدينة ويست سو فولز، أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) يعد وسيلة فعالة للوقاية من السرطان، شريطة تلقيه في سن مبكرة.

وقالت كوبر خلال بودكاست "الصحة والعافية" الذي تقدمه مجلة سانفورد هيلث: "إنه واحد من اللقاحين الوحيدين اللذين يقيان من السرطان، وإذا أعطيناه للأطفال أو الشباب قبل تعرضهم للفيروس، يمكن أن يمنع العدوى من التأثير على خلايا الجسم وبالتالي الوقاية من السرطان لاحقاً".

وأضافت: "حتى لو استطعنا منع حالة واحدة من السرطان لشخص تعرفه أو تحبه، فهذا إنجاز مهم للغاية"، مشيرة إلى أن تلقي اللقاح في سن مبكرة يمنح الجسم مناعة طويلة الأمد ضد أنواع متعددة من السرطانات المرتبطة بالفيروس.

من جانبه، أوضح الدكتور آشلي ساندز، أخصائي الأمراض المعدية للأطفال في عيادة سانفورد للأطفال، أن فيروس الورم الحليمي البشري ينتقل عادة عن طريق الاتصال الجنسي وقد يسبب الثآليل التناسلية.

وبين أن نحو 80% من الحالات تزول تلقائياً دون أعراض، بينما تتسبب 20% المتبقية في الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان خلال فترة تتراوح بين 15 و20 عاماً.

وأشار ساندز إلى أن هذا الفيروس يمثل السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم لدى النساء، كما يمكن أن يؤدي إلى سرطان المهبل والفرج والشرج والفم، مؤكداً أن الكثيرين لا يدركون خطورته.

ولفت إلى أن دراسات حديثة، من بينها دراسة أجريت في اسكتلندا، أثبتت أن الأطفال الذين تلقوا اللقاح قبل سن 13 عاماً لم تُسجل لديهم أي إصابة بسرطان عنق الرحم بعد 15 عاماً، بينما ظهرت بعض الحالات بين من تلقوا التطعيم بدءاً من سن 14 عاماً، مؤكداً أن "الأهم هو أن يتم التطعيم مبكراً لتعزيز الوقاية المستقبلية من السرطان".

ونفت الطبيبتان كوبر وساندز الأساطير الشائعة حول اللقاح، إذ أكدت كوبر أن الرجال أيضاً بحاجة إلى التطعيم؛ لأنه يحميهم من سرطانات الشرج والفم ويساهم في تقليل انتقال العدوى إلى النساء. وأضافت ساندز: "كما أن الفيروس قد يسبب سرطان القضيب، لذا فإن الوقاية ضرورية لكل من الأولاد والبنات".

وحول الاعتقاد بأن فوائد اللقاح تزول قبل تعرض الطفل للفيروس، أوضح ساندز أن هذا "غير صحيح"، مشيراً إلى أن اللقاح يمنح مناعة تدوم مدى الحياة تقريباً، وأن الدراسات أثبتت أن البالغين الذين تلقوا التطعيم في طفولتهم لم يصابوا بأي سرطانات مرتبطة بالفيروس.

وبيّنت كوبر أن الفئة العمرية الموصى بتطعيمها توسعت لتشمل من 9 إلى 45 عاماً، مؤكدة أن التطعيم مفيد حتى لمن بدأوا متأخرين؛ لأنه يقلل من المخاطر المحتملة.

وشددت على أن اللقاح لا يسبب العقم، بل قد يحمي من العقم الناتج عن علاجات سرطان عنق الرحم، مشيرة إلى أنه تم توزيع أكثر من 135 مليون جرعة من اللقاح حتى الآن دون تسجيل أي مشكلات كبيرة.

وأكدت الطبيبتان أن التطعيم لا يغني عن الفحوصات الدورية مثل اختبار عنق الرحم (Pap smear)، إذ إن اللقاح لا يغطي جميع أنواع فيروس HPV، وتساعد الاختبارات المنتظمة على الكشف المبكر عن أي تغيّرات محتملة.

وقالت كوبر: "نحن نشجع الأهل على مناقشة مخاوفهم وأسئلتهم مع الأطباء؛ لأن هذه الحوارات تتيح تصحيح المعلومات الخاطئة وتزويدهم بالبيانات العلمية الدقيقة". 

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

دراسة تكشف علاقة "الشيب" بالأورام السرطانية

وأضافت ساندز: "نسعى إلى توجيه الأهالي والمرضى نحو المصادر الموثوقة والمعلومات الصحيحة حتى يتمكنوا من اتخاذ القرار الأنسب بأنفسهم".

وشددت الطبيبتان على أهمية تلقي اللقاح في سن مبكرة، مؤكدتين أن حماية الأطفال والشباب من السرطان مسؤولية مشتركة، وأن كل فرد يمكنه الإسهام في الحد من انتشار الفيروس وأمراضه المرتبطة بالسرطان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC