غالبًا ما يُولي خبراء الصحة أهميةً كبيرةً لمراقبة مستويات الجلوكوز في الدم لضمان حياة صحية؛ ولكننا غالبًا ما ننسى الفركتوز، الذي قد يُلحق الضرر بالكبد سرًا.
وتحدث الدكتور ألوك تشوبرا، طبيب القلب وخبير الطب الوظيفي، عن المخاطر الحقيقية للفركتوز وكيف يمكن أن يضر بالكبد.
وقال: "يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الفركتوز إلى تلف الكبد دون وعي؛ ما يؤدي إلى الكبد الدهني غير الكحولي وحتى تليف الكبد".
ووفقًا لطبيب القلب، فإن الكبد يُخزّن الدهون لحماية الجسم من الفركتوز لأن "الفركتوز لا يعرف أين يذهب".
وأوضح: "يحتاج الفركتوز إلى مكان يختبئ فيه، وهذا المكان هو الكبد. في البداية، يكون الوضع جيدًا، ولكن لاحقًا، تتراكم الدهون بالكبد، وهكذا تبدأ الأمراض الأخرى".
وأشار الدكتور تشوبرا إلى أنه على الرغم من اعتقاد الكثيرين أن الكبد الدهني ناتج عن الكحول، إلا أنه قد تكون هناك أسباب أخرى أيضًا، بما في ذلك الفركتوز.
وأضاف: "هناك أشخاص يُفرطون في تناول الفركتوز. نبدأ بالمرحلة الأولى وننتقل إلى المرحلة الثانية. بعد المرحلة الثانية، يحدث شيء جديد. يُسمى هذا المرض التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، وهو مصطلح طبي يُشير إلى تليف الكبد".
وفقًا لطبيب القلب، الفركتوز سكر طبيعي موجود في الفواكه والعسل وشراب الذرة، ويُستقلب الفركتوز في الكبد فقط، وهنا تكمن المشكلة.
أما فيما يتعلق بإمكانية رصد ذلك فقال: "تتعرض أجسامنا لعملية التسكر، وهي أشبه بعملية تحمير الخبز المحمص مع مرور الوقت. إذا أصبح لونه بنيًا أكثر من اللازم، فلا يمكن تناوله. لكن هذا يحدث لنا جميعًا مع تقدمنا في العمر، إنها ظاهرة مرتبطة بالشيخوخة".
وتابع "يكون هذا التسكر أكثر بعشر مرات في حالة الفركتوز منه في حالة الجلوكوز. الفرق كبير جدًا. جميع هذه الأطعمة المصنعة التي تحتوي على الفركتوز لا يمكن اكتشافها، على عكس الجلوكوز، ولا يمكن حرقها كوقود، وبالتالي تتحول إلى دهون".
واقترح الدكتور تشوبرا تناول الفاكهة بعد الوجبات، أي ليس على معدة فارغة. فعند تناولها بعد الوجبة، يؤثر الفركتوز على عملية التمثيل الغذائي للوجبة بأكملها؛ ما يُبطئ امتصاصه.
