في السنوات الأخيرة، أصبحت فكرة "المناطق الزرقاء" مثل أوكيناوا في اليابان وسردينيا في إيطاليا، رمزا للحياة المديدة والصحة الجيدة.
لكن، هل هي فعلاً مناطق خارقة للعمر الطويل؟ أم أن هناك مبالغة في الأمر؟
ظهر المصطلح لأول مرة عام 2004 على يد الباحث ميشال بولان، وأصبح شائعًا بعد مقال نُشر عام 2005 في ناشيونال جيوغرافيك من تأليف دان بوتنر، الذي ربط بين هذه المناطق وارتفاع معدلات المعمّرين.
لكنّ الباحث سول نيومان من جامعة كوليدج لندن قال لمجلة New Scientist: "أكبر سرّ في المناطق الزرقاء… هو أنّها غير موجودة أصلاً".
ففي دراسة حديثة، أشار إلى أن بعض هذه المناطق قد تعاني من سوء توثيق أو حتى احتيال في بيانات المعاشات، ما يجعل أعمار السكان تبدو أطول مما هي عليه فعليًا.
وعلى الرغم من ذلك، لا ينفي هذا التشكيك في أصل المصطلح فوائد التوصيات المستقاة من هذه المناطق، مثل تقليل تناول اللحوم الحمراء، والانخراط في النشاطات الاجتماعية، وتبنّي نمط حياة أقل توتراً.
فكما يقول روس براونسون، اختصاصي الصحة العامة، فإن هذه التوصيات "جيدة وآمنة، ولن يعارضها كثير من المختصين".
ومع ذلك، بدأت بعض المؤشرات تتغير، فبحسب دراسة نُشرت عام 2024، لم يعد سكان أوكيناوا ونيكويا يعيشون أعمارًا أطول من المعدل العالمي.
حتى العوامل الوراثية المرتبطة بطول العمر التي وُجدت في هذه المناطق، أصبح العلماء أكثر تشككًا في تأثيرها الفعلي. يقول الدكتور نير برزلاي من معهد أبحاث الشيخوخة في كلية ألبرت آينشتاين للطب: "مفاهيم المناطق الزرقاء تتوافق مع ما نعرفه عن الشيخوخة، لكنها ليست علمًا دقيقًا".
وينصح الخبراء بأن الحفاظ على صحتك لا يتطلب العيش في جزيرة مشمسة، بل يمكن أن يبدأ بخطوات بسيطة من منزلك، حتى لو كنت تعيش تحت سماء رمادية تمطر بلا توقف.