نحو 80٪ من المصابين بأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب اللويحي، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وداء كرون، والسكري من النوع الأول، هن من "النساء"، وهذه الإحصائيات تُظهر مفارقةً مقلقة للخبراء، بحسب مجلة Scientific American.
ويعزو العلماء هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، من بينها "الطبيعة الجينية" فبحسب باحثين من جامعة ستانفورد، فإن وجود كروموسومي X لدى النساء يؤدي إلى تكوّن مجموعات من الأجسام المضادة لا تظهر لدى الذكور.
لكن بسبب اعتماد الأبحاث الطبية تاريخياً على خلايا الذكور، فإن أجسام النساء المضادة لما يُعرف بـ"مركب Xist" تبقى غير مرصودة، رغم ارتباطها الوثيق بالقابلية للإصابة بهذه الأمراض.
غير أن هناك فرضية أخرى لاقت صدى واسعاً، حتى على منصات مثل "تيك توك" وهي الغضب المكبوت.
وقال الطبيب والكاتب في مجال الصدمات النفسية، الدكتور غابور ماتيه، في بودكاست مع ميل روبينز، إن الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة غالباً ما يتميزون بأربع صفات:
يضعون احتياجات الآخرين فوق احتياجاتهم.
يعرّفون أنفسهم من خلال الواجب والدور.
يُظهرون "اللطافة المفرطة" التي تعني قمع الغضب الصحي.
ويشعرون بأنهم مسؤولون عن مشاعر من حولهم.
وفي كتابه أسطورة الطبيعي، يسلط ماتيه الضوء على أن مطالبة النساء بكبت مشاعرهن يُعدّ "عبئاً صحياً غائباً عن عين الطب".
وقد لا تكون الفكرة مجرد نظرية، فقد أظهرت دراسة في 2022 أن النساء اللواتي وافقن على عبارة "نادراً ما أُعبر عن غضبي لمن هم قريبون مني"، كن أكثر عرضة بنسبة 70٪ للإصابة بتصلب الشرايين السباتية.
وربطت مراجعة أبحاث أُجريت عام 2018 بين قمع النساء لمشاعرهن وارتفاع خطر الإصابة بمتلازمة ما قبل الحيض، وأمراض الأمعاء، وضعف المناعة في مواجهة أمراض مثل السرطان وفيروس HIV.
وفي دراسة مذهلة، وُجد أن النساء اللواتي كبتن غضبهن أثناء الشجارات الزوجية كنّ أكثر عرضة للوفاة أربع مرات خلال عشر سنوات، مقارنة بمن عبّرن عن غضبهن، حتى بعد أخذ عوامل مثل التدخين وضغط الدم في الاعتبار.
وبحسب الخبراء فرغم أن هذه العلاقة لم تُثبت بشكل قاطع، إلا أن هذه المؤشرات لا يمكن تجاهلها.