logo
صحة

التمارين الرياضية وفق الدورة الشهرية.. حقيقة علمية أم ترند عابر؟

تعبيرية المصدر: istock

مع تصاعد شعبية مفهوم “التمرين المتوافق مع الدورة الشهرية” أو Cycle-Smart Fitness على مواقع التواصل الاجتماعي وفي صالات الرياضة، أصبحت كثير من النساء يُشجَّعن على تعديل شدة تمارينهن وفق مراحل الدورة الشهرية.

ووفقا لصحيفة "إندبندنت"، فأن الفكرة تقوم على تخفيف التمارين أثناء الحيض وزيادتها قرب الإباضة، بحجة تحقيق نتائج أفضل عبر “العمل مع الهرمونات”. لكن هل يدعم العلم هذا التوجه؟ أم أنه مجرد ضجة إعلامية؟

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

لماذا يتغير سلوك النساء قبل الدورة الشهرية؟.. العلم يجيب

بعض الصالات الرياضية أصبحت تقدم بالفعل حصصًا تدريبية مصممة لتناسب مراحل الدورة المختلفة. ويبدو الأمر منطقيًّا لكثير من النساء اللواتي يعانين من تقلبات في الطاقة والمزاج، وتشنجات، وإرهاق شهري. فالهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون تتغير مستوياتها خلال الدورة، ما يؤثر فعلًا في الإحساس الجسدي والنفسي.

مع ذلك، تشير الأبحاث العلمية إلى صورة أكثر تعقيدًا. فرغم تأثير الهرمونات في الجسم، فإن الأدلة على أن “مزامنة التمارين مع الدورة” تحسن الأداء الرياضي محدودة.

ووجدت مراجعة علمية في مجلة Sports Medicine أن الأداء قد ينخفض بشكل طفيف جدًّا في بعض مراحل الدورة، بينما أظهرت دراسة عام 2023 في Journal of Physiology عدم وجود فروق مؤثرة في الأداء بين النساء في مراحل مختلفة من الدورة مقارنة بالرجال. كما خلصت دراسة في Frontiers in Sport and Active Living إلى أن ربط تمارين القوة بالتغيرات الهرمونية الشهرية “سابق لأوانه وغير قائم على أدلة كافية”.

الأعراض الشديدة قد تستدعي العلاج

ويحذر أطباء من التعامل مع الأعراض الشديدة على أنها أمر طبيعي يجب التعايش معه. وتؤكد الدكتورة لويز نيوسون، طبيبة عامة ومتخصصة في الهرمونات، أن الشعور الدائم بالإرهاق أو الألم الذي يمنع التمرين قد يشير إلى مشكلات صحية تستدعي العلاج، مثل اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي (PMDD)، أو تكيس المبايض، أو بطانة الرحم المهاجرة، أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو نقص عناصر غذائية كالحديد وفيتامين د.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

هل يساعد المغنيسيوم في تخفيف آلام الدورة الشهرية؟

كما أن الادعاءات المنتشرة على وسائل التواصل حول “موازنة الهرمونات بالغذاء” مبالغ فيها. فالتغذية الصحية مهمة للجميع، لكنها لا تعوض نقص الهرمونات عند وجود خلل حقيقي، وقد تكون المعالجة الهرمونية أحيانًا أكثر فاعلية من مضادات الاكتئاب أو حبوب منع الحمل.

الخلاصة التي يتفق عليها الخبراء بسيطة، استمعي إلى جسدك. تمرني بقوة عندما تشعرين بالنشاط، واختاري تمارين أخف عندما لا تكونين في أفضل حال. التطبيقات والحصص قد تساعد، لكنها لا يجب أن تحل محل وعيك بجسمك أو تؤخر طلب المساعدة الطبية. فالدورة الشهرية لا ينبغي أن تكون مُعطِّلة، والرياضة لا يجب أن تعني المعاناة.
 
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC