روتين العناية بصحتك قد يقتلك.. حوادث مميتة وراء علاجات الترند

يعجّ "تيك توك" بصيحات جديدة في مجال العافية، مثل العلاج بالتبريد، والساونا، وتقويم العمود الفقري بالطب البديل، وجلسات هايروكس، واعدةً بفوائد جمة، من تحسين النوم إلى تعزيز المناعة. ومع ذلك، يُحذّر خبراء الصحة من أن هذه التوجهات قد تحمل مخاطر جسيمة، بل "قاتلة" أحيانًا.

العلاج بالتبريد

 

 

وبحسب مقال جديد نشرته صحيفة "ديلي ميل" يُعدّ العلاج بالتبريد، الذي يتضمن التعرض لفترة وجيزة للبرد القارس، من العلاجات المُفضّلة لدى مشاهير، مثل: كريستيانو رونالدو وجينيفر أنيستون. ويُعتقد أنه يُحفّز استجابة "القتال أو الهروب"، مُعزّزًا عملية الأيض، والإندورفين، وحتى إنتاج الكولاجين.

لكن سلامة هذه الممارسة تخضع للتدقيق بعد وقوع حوادث مميتة، بما في ذلك تسرب نيتروجين حديث في باريس أودى بحياة امرأة وأدخلت أخرى إلى المستشفى. كما يُبلغ الخبراء عن حروق البرد، وتلف الشرايين، وحتى السكتات الدماغية المرتبطة بجلسات العلاج بالتبريد، مع عدم كفاية الأدلة العلمية التي تدعم فوائدها المزعومة.

الساونا شديدة السخونة

 

 

وتُعدّ الساونا الساخنة من التوجهات الشائعة الأخرى، المرتبطة بتحسين صحة القلب والأوعية الدموية وتخفيف التوتر. ووفقًا للدراسات، قد يتمتع مُستخدمو الساونا بانتظام بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والخرف، ونوم أفضل. ومع ذلك، فإنها تنطوي أيضًا على مخاطر، خاصةً لكبار السن أو من يعانون حالات صحية سابقة.

وتُقاضي الممثلة ميلانكا بروكس سلسلة صالات رياضية بعد وفاة والدتها جراء الحرارة المرتفعة في حمام ساونا. وتُشير تقارير الحالات أيضًا إلى أن التعرض للحرارة الشديدة قد يؤدي إلى تلف الأعضاء، وفي حالات نادرة، إلى الوفاة.

تقويم العمود الفقري

 

 

اكتسبت الرعاية بتقويم العمود الفقري، المعروفة بتعديلات العمود الفقري و"الشقوق"، شهرة واسعة النطاق لتسكينها السريع للألم. ولكن رغم الترويج لها غالبًا على أنها آمنة، فإنها قد تُسبب سكتات دماغية وتمزقات شريانية وشللًا، بحسب ما يؤكده الخبراء.

وتوفيت جوانا كووالتشيك، البالغة من العمر 29 عامًا، بعد أن أدى تلاعب في الرقبة إلى تشريح شرياني مميت. ويُجادل النقاد بأن تعديلات الرقبة خطيرة بشكل خاص نظرًا لضعف الشرايين التي تُغذي الدماغ، حيث يتجنبها بعض أخصائيي تقويم العمود الفقري تمامًا.

هيروكس

 

 

يُسوّق لـ "هيروكس"، وهو حدث لياقة بدنية تنافسي يجمع بين الجري والتمارين القاسية، على أنه شامل ومحفز. وبينما تُسلّط الضوء على قصص نجاح، مثل: قصة ناجٍ من ورم في المخ، يواجه آخرون مخاطر صحية جسيمة.

وبحسب الصحيفة، أُصيبت آشلي ويلان، البالغة من العمر 37 عامًا، بنوبة قلبية بعد لحظات من إكمالها سباقًا، ظنًّا منها أن أعراضها ناتجة عن مشكلة في الأعصاب. واكتشف الأطباء لاحقًا انسدادًا في أحد شرايينها الرئيسة، واضطروا إلى استخدام الصدمة الكهربائية لإعادتها للحياة. 

في النهاية، بينما قد تُقدم العديد من اتجاهات العافية فوائد حقيقية، إلا أن مخاطرها، خاصةً عند ممارستها دون إشراف طبي، غالبًا ما تُقلل من شأنها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويحث الأطباء الجميع على توخي الحذر، ويوصون باستشارة أخصائيي الرعاية الصحية قبل الانخراط في علاجات قاسية أو غير مُنظمة، لمجرد أن أحدًا آخر جربها وشارك النتيجة على تيك توك.