أعلنت السلطات البريطانية اكتشاف فيروس غرب النيل، الذي يقتصر انتشاره عادة على أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، لأول مرة في بعوض منتشِر بمقاطعة نوتنغهامشاير، مما أثار مخاوف من احتمال انتقال العدوى إلى البشر.
ويوجد فيروس غرب النيل عادة في الطيور، وينتشر عن طريق البعوض الذي يلدغ الطيور؛ ومع ذلك، في حالات نادرة، يمكن أن ينقله البعوض إلى البشر.
وفي رد فعل على هذه النتائج، دعا خبراء الفيروسات إلى "اليقظة والاستثمار في الاستعداد طويل الأمد" لمواجهة تفشيات محتملة.
وقال البروفيسور جيمس لوجان، المتخصص في الأمراض التي ينقلها البعوض في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي "هذه لحظة ندرك فيها أن المملكة المتحدة لم تعد محصنة ضد بعض الأمراض التي كانت تُعدّ في السابق أمراضًا استوائية".
واكتشف المسؤولون الفيروس في عينات مأخوذة من بعوضة Aedes vexans، وهي نوع بريطاني أصلي، من الأراضي الرطبة على نهر Idle قرب قرية Gamston في نوتنغهامشاير.
وتُعد هذه النتيجة، التي وُجدت في بعوضتين فرديتين جُمعتا عام 2023، أول حالة يُكتشف فيها الفيروس في حشرة داخل بريطانيا، ما يثير احتمال انتشاره إلى البشر.
ويُصاب نحو واحد من كل 5 أشخاص بالعدوى بأعراض تشمل الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي قد يغطي الجذع والرأس والرقبة وأصابع اليدين والقدمين.
وقد تستمر هذه الأعراض من بضعة أيام إلى عدة أسابيع، ويُعالج المرض عادةً بالراحة، وشرب السوائل، ومسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية.
ومن بين المصابين الذين تظهر عليهم الأعراض، يُصاب أقل من 1٪ بحالة شديدة تُعرف بـمرض غرب النيل العصبي (WNND)، وهي حالة قد تكون قاتلة.
وفي هذه الحالات، يصيب الفيروس الدماغ مسببًا التهاب الدماغ أو التهاب السحايا، مما قد يؤدي إلى نوبات، وفقدان التوازن، والشلل، والغيبوبة.
ويتراوح معدل الوفيات بين المصابين بـ(WNND) بين 3% و15%، حيث يؤدي الفيروس إلى تعطيل الخلايا العصبية المسؤولة عن التنفس.
الأطفال الصغار، وكبار السن فوق سن الخمسين، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالشكل الحاد من المرض.
وقال الدكتور أران فولي، أخصائي الفيروسات المنقولة عبر المفصليات في وكالة الصحة الحيوانية والنباتية الحكومية، إن وصول فيروس غرب النيل إلى المملكة المتحدة دليل على الدور الذي يلعبه تغيّر المناخ في تسهيل انتقال مسبّبات الأمراض.
وأضاف "اكتشاف فيروس غرب النيل في المملكة المتحدة هو جزء من مشهد متغير أوسع، حيث تتوسع الأمراض التي ينقلها البعوض إلى مناطق جديدة نتيجة تغير المناخ".
وللوقاية من فيروس غرب النيل، ينصح مسؤولو الصحة السكان باستخدام طارد الحشرات، وارتداء قمصان وسراويل طويلة الأكمام في المساء والصباح الباكر، وهما الوقتان الأكثر نشاطًا للبعوض.
كما يُنصح بإزالة أي مياه راكدة بالقرب من المنازل، إذ تشكل بيئة مناسبة لتكاثر البعوض.
يُذكر أن فيروس غرب النيل اكتُشف لأول مرة عام 1937 في أوغندا.