كشفت دراسة حديثة أن مجرد التفكير في الجوع قد يُحدث تغييرات في جهازك المناعي، حتى لو لم تكن جائعًا فعليًّا.
ووجد الباحثون أن إدراك الدماغ للجوع كافٍ لتعديل عدد الخلايا المناعية في الدم؛ ما يفتح بابًا جديدًا لفهم العلاقة المعقدة بين العقل والمناعة.
ووفقًا لموقع "ساينس أليرت"، سلطت الدراسة الضوء على دور خلايا الدماغ المتخصصة (خلايا AgRP وPOMC) في توليد مشاعر الجوع والشبع.
فعند تنشيط هذه الخلايا اصطناعيًّا في فئران مُشبعة، لوحظ انخفاض كبير في الخلايا الوحيدة، وهي عناصر حاسمة في مكافحة الالتهابات. والعكس صحيح: عند تحفيز شعور الشبع في فئران جائعة، عادت أعداد هذه الخلايا إلى مستوياتها الطبيعية دون تناول الطعام!.
الأكثر إثارة هو اكتشاف آلية التواصل بين الدماغ والكبد عبر الجهاز العصبي الودي، حيث يخدع الدماغ الكبد ليُقلل من إفراز مادة "CCL2" الجاذبة للخلايا المناعية. كما لعب هرمون التوتر "الكورتيكوستيرون" دورًا مساعدًا في تضخيم هذه الاستجابة.
ويُعتقد أن هذا النظام تطور لمساعدة الجسم على التكيف مع نقص الغذاء المتوقع، لكنه قد يُفسر أيضًا الالتهابات المصاحبة لاضطرابات الأكل أو السمنة.
وتشير تجارب قديمة باستخدام التنويم المغناطيسي إلى نتائج مشابهة، لكن الأبحاث الحالية لا تزال في بدايتها.
وإذا تأكدت النتائج، قد تُحدث ثورة في علاج أمراض المناعة الذاتية أو اضطرابات التمثيل الغذائي عبر استهداف الدماغ بدلًا من الجهاز المناعي مباشرة.
كما تذكرنا الدراسة بقوة الترابط بين الإدراك والجسد، وتدفعنا لإعادة النظر في كيفية تأثير مشاعرنا وأفكارنا في صحتنا بأعمق مما نتصور.