توفي العالم الأمريكي الشهير والاختصاصي البارز في علم الرئة جون أ. كليمنتس في الآنة الأخيرة، عن عمر يناهز 101 في كاليفورنيا.
وأدت أبحاث هذا الدكتور البارز الرائدة حول دورة الاستنشاق والزفير في الرئتين إلى تحسين رعاية حديثي الولادة بشكل كبير، ما ساعد على إنقاذ الآلاف من أطفال الولادة المبكرة من نقص الأكسجين القاتل.
واستكشف الدكتور كليمنتس سلوك الحويصلات الهوائية، وهي الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين، متسائلًا، لماذا لا تنهار بالكامل عند الزفير؟ ولماذا تعيد النفخ بسهولة مع التنفس التالي؟
وافترض الطبيب وجود مادة تُسمى "السطح النشط"، وهي مادة تقلل من التوتر السطحي، موجودة في الحويصلات الهوائية لمنعها من الانهيار، وطُرحت هذه الفكرة لأول مرة في عام 1929، وبدأت في اكتساب الزخم عندما عمل الدكتور كليمنتس في مركز أبحاث الجيش في أوائل الخمسينيات، إذ أجرى تجارب تشير إلى وجود هذه المادة.
"متلازمة الضائقة التنفسية"
وفي عام 1957، تعاون الدكتور كليمنتس مع الباحثة في جامعة هارفارد ماري إلين أفيري، التي كانت تحقق في متلازمة الضائقة التنفسية (RDS) لدى الأطفال الذين ولدوا مبكرًا، إذ اكتشفا أن السطح النشط كان مفقودًا في رئتي هؤلاء الصغار، ما ربط نقصه بمتلازمة الضائقة التنفسية، وهي حالة كانت تتسبب في آلاف الوفيات بين الأطفال سنويًّا.
وأدت جهود البحث عن علاج باستخدام السطح النشط إلى تطوير دواء Exosurf، وهو سطح نشط اصطناعي، اعْتُمِد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1990، على الرغم من أن الأسطح النشطة المستندة إلى الحيوانات أثبتت لاحقًا أنها أكثر فاعلية.
جوائز مرموقة
وحصل الدكتور كليمنتس على كثير من الجوائز تقديرًا لعمله، بما في ذلك جائزة لاسكر المرموقة في عام 1994، التي عدَّت مساهماته واحدة من أهم الاكتشافات في علم الرئة خلال الخمسين عامًا السابقة.
واستمر في المشاركة في البحث وإرشاد الطلاب حتى بعد تقاعده في عام 2004، إذ كان يزور الجامعة تقريبًا يوميًّا حتى بلغ تسعينيات عمره.
وولد الدكتور كليمنتس في أوبورن، نيويورك، في 16 مارس من عام 1923، وقال في عدة مقابلات إنه كان طفلًا فضوليًّا، يجري تجارب ويقوم ببناء أجهزة.
وتخرج الطبيب الشهير من جامعة كورنيل في عام 1947، وتطوع للخدمة العسكرية خلال مدة نقص الأطباء.
