أكد خبراء الصحة النفسية أن الشاطئ يوفر أكثر من مجرد استراحة من الروتين، بل يمكن أن يقدم فوائد نفسية ملموسة، وذلك مع تزايد الإقبال على السواحل هذا الصيف بحثًا عن الشمس والأمواج.
وتعتمد الظاهرة المعروفة باسم "علاج البحر" أو "العلاج بمياه البحر"، على البيئة الطبيعية للمناطق الساحلية لدعم الصحة العاطفية، بحسب تقرير نشره موقع "فوكس نيوز".
ويشجع الشاطئ على التأمل الذهني واستعادة التوازن النفسي، ووفقًا للدكتورة ثيا غالاغر، الأستاذة المشاركة في الطب النفسي بجامعة نيويورك لانغون.
وقالت إن "الشاطئ يهيّئ لليقظة الذهنية؛ لأنه يساعد على التواجد في اللحظة الحالية عند مراقبة المحيط، إذ إن حركته المتكررة والمهدئة تُبقي الإنسان حاضرًا ومشاركًا".
وأضافت غالاغر أن هذا التأثير المهدئ قد يشكّل أيضًا مهربًا من متطلبات الحياة اليومية، مشيرة إلى أن النظر إلى الأفق قد يكون له تأثير تأملي ومريح.
وتُظهر الأبحاث والأدلة الميدانية أن قضاء الوقت قرب الماء يساعد في تنظيم الجهاز العصبي وتحسين الوظائف الإدراكية، وفقًا للموقع.
وذكرت غالاغر أن الحركة الإيقاعية للمحيط، إلى جانب التعرّض لما يُعرف بـ"الأيونات السالبة" في هواء البحر، يمكن أن تساهم في تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب.
وبيّنت أنه من الفوائد النفسية الإضافية لزيارة الشاطئ، تقليل التوتر، وتحسين المزاج، واستعادة القدرة الذهنية، وتحسين جودة النوم، كما أن التعرّض لأشعة الشمس، باعتدال، يعزز إنتاج فيتامين "د"، الذي يلعب دورًا في دعم المناعة وصحة العظام وتنظيم الحالة النفسية.
من جهتها، قالت خبيرة السفر المقيمة في نيويورك، فرانسيسكا بايج، إن مفهوم "علاج البحر" ليس جديدًا عليها، مشيرة إلى تجربتها بعد رحلة بحرية في جزر فيرجن البريطانية عقب فصل الشتاء.
وأضافت: "حتى مجرد الإبحار على الماء، عندما لا أتنقل بين الجزر أو أمارس الغطس، منحني انتعاشًا نفسيًّا وجسديًّا".
مع ذلك، حذّرت غالاغر من بعض السلبيات التي يجب الانتباه لها، مثل حروق الشمس، والجفاف، والتلوث، والحساسية، ومخاطر السباحة، وهي أمور ينبغي أن يأخذها الباحثون عن الراحة البحرية بعين الاعتبار.
وأوضحت أن السباحة تُعزز الفوائد الصحية، لكن مجرد المشي على الشاطئ، أو الاستماع إلى صوت الأمواج، أو استنشاق هواء البحر قد يكون كافيًا لتحفيز الاسترخاء واستعادة الصفاء الذهني.