طوّر مختبر أمريكي مزيجًا من الأجسام المضادة، وفّر الحماية للفئران من جميع سلالات الإنفلونزا تقريبًا. وخلافًا للعلاجات الحالية، يمنع هذا النهج الجديد الفيروس من التحور، وقد يمهد الطريق لعلاج شامل للإنفلونزا، وفق ما أكده تقرير نشره موقع "فوتورا سيونس" الفرنسي.
ماذا لو استطاع علاج واحد أن يحمي من جميع سلالات الإنفلونزا، سواءً أكانت بشرية أم طيرية أم خنازيرية؟ هذه هي المغامرة الجريئة لفريق من مختبر جاكسون (JAX)، الذي نشر مؤخرًا نتائج واعدة للغاية في مجلة Science Advances.
وقد يُحدث نهجهم، القائم على مزيج جديد من الأجسام المضادة، نقلة نوعية في طريقة مكافحتنا لأحد أخطر الفيروسات في العالم.
وتعتمد علاجات الإنفلونزا الحالية على مضادات فيروسية تستهدف إنزيمات فيروسية مُحددة. وتكمن المشكلة في أنه بمجرد تحوّر الفيروس، وهو أمر شائع، تفقد هذه الأدوية فعاليتها. ولهذا السبب أيضًا، يجب إعادة صياغة اللقاحات سنويًا.
واتبع باحثو مختبر جاكسون نهجًا مختلفًا: فبدلًا من السعي لصد الفيروس مباشرةً، طوروا ما يُسمى بالأجسام المضادة "غير المُحيِّدة". ولا يقتصر دور هذه الأجسام على منع العدوى، بل على تحديد الخلايا المصابة بالفعل لتمكين الجهاز المناعي من القضاء عليها بسرعة.
وكانت النتيجة: حُصِّنت الفئران المختبرة، بما فيها تلك ذات الجهاز المناعي الضعيف، ضد جميع سلالات الإنفلونزا التي خضعت للدراسة تقريبًا، بما في ذلك فيروسا الطيور H5 وH7، المعروفان بقدرتهما على التسبب في جائحة.