يشعر الكثيرون بالخمول أو الإرهاق أو التعب العام في حياتهم اليومية، فيظنون أن السبب جسدي بحت، بينما يكون وراءه أحيانًا توتر نفسي أو ضغوط عاطفية.
وفي العيادات، كثيرًا ما نسمع من المراجع عبارة مختصرة "أنا تعبان"، دون القدرة على تحديد نوع التعب أو مصدره الحقيقي. وهنا تكمن أهمية التمييز بين الإجهاد الجسدي والنفسي، لأن فهم الفرق بينهما يساعد في توجيه العلاج الصحيح، ويُجنب المصاب دوامة التنقل بين الأطباء دون جدوى.
وبهذا الخصوص، أوضحت الدكتورة ريم الشيخ، استشاري طب الأسرة، في حديث لـ"إرم نيوز" الفروق الجوهرية بين الإجهاد النفسي والجسدي، وأسباب كل منهما، وأفضل طرق العلاج.
الفرق بين الإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي
تقول الدكتورة ريم الشيخ إن الإجهاد الجسدي هو التعب الناتج عن مجهود بدني مفرط أو متكرر يؤثر على العضلات والمفاصل والجسم بشكل عام، بينما الإجهاد النفسي ينشأ من ضغوط عاطفية أو ذهنية أو اجتماعية مثل ضغوط العمل، والمشكلات المالية، أو العلاقات الشخصية.
وتضيف أن الإجهاد الجسدي يؤثر بشكل مباشر على العضلات والمفاصل، وغالبًا ما يشكو الشخص من آلام جسدية تزول بعد فترة من الراحة. ومن أبرز أعراضه:
أما الإجهاد النفسي، بحسب الدكتورة ريم الشيخ، فيؤثر على العقل والعاطفة أكثر من الجسد، ويجعل الشخص يشعر بالتعب رغم قلة المجهود البدني، مع أعراض تشمل:
راحة الجسد أو العقل
تشير الدكتورة ريم الشيخ إلى أن علاج الإجهاد يختلف باختلاف نوعه، فالإجهاد الجسدي يحتاج إلى راحة بدنية وتغذية متوازنة مع نوم كافٍ، وتشمل طرق العلاج:
أما الإجهاد النفسي فيحتاج إلى راحة ذهنية وعلاج سلوكي مناسب، وغالبًا ما يتطلب وقتًا أطول للتحسن، وتشمل الأساليب الفعالة:
ترابط خفي
تؤكد الدكتورة ريم الشيخ، أن الإجهاد النفسي يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية نراها كثيرًا في العيادات، وغالبًا ما تُعالج في البداية على أنها أمراض عضوية. وعندما لا يستجيب المريض للعلاج بالشكل المتوقع خلال المدة المحددة، نبدأ بالبحث عن الأسباب النفسية، فنكتشف أحيانًا أنها كانت السبب الرئيسي وراء تلك الأعراض.
ومن أبرز الأعراض التي يشتكي منها الكثيرون:
وقد يحدث العكس أيضًا، إذ يمكن أن يؤدي الإجهاد الجسدي إلى أعراض نفسية نتيجة الإرهاق المستمر وعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة، مما يسبب تقلبات في المزاج، وإحباطًا، وصعوبة في التركيز، وقد يتطور الأمر لاحقًا إلى اكتئاب أو قلق وتوتر نتيجة الاعتقاد بوجود مرض نفسي مصاحب.
في النهاية، تقول الدكتورة ريم الشيخ إن الإجهاد الجسدي هو تعب ناتج عن استخدام مفرط للجسم، ويُعالج بالراحة الجسدية.أما الإجهاد النفسي فهو تعب العقل والروح بسبب الضغوط والمشاكل، ويُعالج بالراحة الذهنية وإدارة التوتر.