مع حلول فصل الشتاء، تعود حمامات المياه الباردة كاتجاه شائع يروج له كدليل على القوة والمرونة والصحة الجيدة. يرى بعض الأشخاص فيها وسيلة لإظهار الصلابة الذهنية والقدرة على التحمل، بينما يحذر الخبراء من أنها ليست مناسبة للجميع.
وبحسب موقع "تايمز أوف إنديا"، يشير الدكتور أجاي كومار غوبتا، إلى أن الاستحمام بالماء البارد له بعض الفوائد، مثل: تحسين الدورة الدموية، وتعزيز التركيز الذهني، لكنه ليس عادة صحية شاملة لكل الأشخاص.
والعديد من المعتقدات حول الحمامات الباردة لا تستند إلى العلم بشكل كامل. فمثلًا، الاعتقاد بأنها تقوي المناعة تلقائيًّا غير دقيق؛ فالنوم الجيد والتغذية السليمة وممارسة الرياضة المنتظمة والحصول على اللقاحات أكثر أهمية للحفاظ على جهاز مناعي قوي.
كذلك، التعرض المفاجئ للماء البارد جدًّا قد يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب بسرعة، وهو ما يشكل خطورة على مرضى القلب والسكري والغدة الدرقية.
أما الفكرة القائلة إن الاستحمام البارد يحرق الدهون بشكل كبير فهي مبالغة، إذ إن السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم محدودة ولا يمكن الاعتماد عليها لفقدان الوزن. مع ذلك، يمكن للحمامات الباردة أن تساعد على بناء الصلابة الذهنية والتركيز عند بعض الأشخاص، إذا تمت بحذر ووقت مناسب.
يُنصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه أو الربو أو كبار السن بتجنب الحمامات الباردة. ولمن يرغب بتجربتها، يوصي الأطباء بالبدء بفترات قصيرة تتراوح بين 30 إلى 60 ثانية بعد الاستحمام الدافئ، ومراقبة أي علامات انزعاج أو دوار أو ألم في الصدر.
باختصار، الاستحمام بالماء البارد في الشتاء ليس عادة معجزة، ولا يشكل خطرًا دائمًا، لكنه يتطلب فهم حدود الجسم واحترامها لتحقيق أي فائدة محتملة.