إذا شعرت يومًا بأن البعوض يهاجمك باستمرار بينما يتجاهل الآخرين، فالأمر ليس مجرد صدفة. تشير الدراسات إلى أن هذه الحشرات تتخذ قرارات معقدة عند اختيار ضحيتها، بناءً على مجموعة من الإشارات البيولوجية والبيئية التي تجعل بعض الأشخاص أكثر جاذبية للبعوض.
يقول أستاذ علم الحشرات جوناثان داي إن البعوض يكتشف ضحاياه عن بُعد عبر ثاني أكسيد الكربون المنبعث أثناء التنفس. فالأشخاص الذين لديهم معدلات أيض عالية أو أجسام أكبر أو نساء حوامل أو من يمارسون الرياضة يطلقون كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون، مما يجعلهم أكثر جذبًا للحشرات.
بالقرب من الجسم، تلعب حرارة الجسم دورًا مهمًا في تحديد مكان العض، حيث تسهل على البعوض اكتشاف الأوعية الدموية تحت الجلد.
أيضًا، يسهم لون الملابس في شد انتباه البعوض، فالملابس الداكنة تجعل الشخص أكثر وضوحًا بالنسبة له، بينما تقل الجاذبية مع الألوان الفاتحة.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص ذوي فصيلة الدم O قد يكونون أكثر جاذبية للبعوض، لأنهم يفرزون مستضدات يمكن للحشرات اكتشافها. ومع ذلك، يوضح العلماء أن نتائج هذه الدراسات ليست حاسمة، وأن الروائح الجلدية والميكروبات على الجلد تلعب دورًا أكبر في جذب البعوض.
يؤكد الخبراء أن البعوض لا يعتمد على عامل واحد فقط، بل يجمع بين إشارات متعددة من ثاني أكسيد الكربون وحرارة الجسم وكيمياء الجلد والملابس لتحديد الضحية. مع أكثر من 3000 نوع من البعوض وأكثر من 350 مركبًا كيميائيًا في روائح الجلد، بدأ العلماء فقط في فهم سبب اختيار البعوض لبعض الأشخاص دون الآخرين.
في النهاية، الجاذبية للبعوض هي نتيجة تراكم عدة عوامل بيولوجية وبيئية، وليس صدفة. كل إشارة تدفع الحشرات أقرب أو تبعدها، ليصبح بعض الأشخاص، حرفيًا، "مغناطيسًا للبعوض".