حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
تمكن باحثون من العثور على البكتيريا التي تسببت في أول جائحة في التاريخ، وفق ما ذكر تقرير لموقع "فوتورا سيونس" العلمي الفرنسي.
فقبل 1500 عام، واجهت أوروبا والشرق الأوسط ما يُعرف بأنه أول جائحة في تاريخهما: طاعون دام 200 عام اجتاح حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد تم أخيراً الكشف عن البكتيريا المسببة له.
الوباء الذي استمر لأكثر من قرنين من الزمان، قتل ما لا يقل عن 10 ملايين شخص في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وأدى، بحسب التقارير، إلى انهيار إمبراطوريات بأكملها.
ولا يزال ما يُسمى بطاعون جستنيان - الذي سُمي بهذا الاسم لأن الإمبراطور جستنيان الأول أُصيب به، ونجا بأعجوبة - يجذب انتباه المؤرخين بعد قرابة 1500 عام من نهايته.
وتُقدم دراستان جديدتان، نُشرتا في مجلتي "الجينات ومسببات الأمراض" ونُشرتا في موقع Phys.org، أول دليل على مسؤولية بكتيريا يرسينيا بيستيس عن هذا الطاعون.
ووفق الدراستين فهي "عامل مُعدٍ مسؤول عن الطاعون، وقد عُثر عليها في العديد من المواقع المشتبه بها خلال طاعون هونغ كونغ في القرن التاسع عشر، وطاعون مرسيليا عام 1720، وحتى في جميع أنحاء أوروبا خلال "الموت الأسود"، علاوة على ذلك، أكدت دراسة أجريت عام 2012 مسؤوليتها عن طاعون جستنيان، حيث تم اكتشاف وجودها على هيكل عظمي".
وهنا، ذهب الباحثون أبعد من ذلك، وسعوا إلى إيجاد أدلة جينومية حقيقية للإجابة على سؤال: هل كان الوباء ناجمًا بالفعل عن هذه البكتيريا، أم أن هناك عوامل أخرى؟
ولهذا الغرض، أجرى مؤلفو الدراسة الأولى المنشورة في مجلة "جينز" أبحاثًا على الحمض النووي (DNA) على عدة جثث تعود إلى هذه الفترة، أي بين عامي 541 و767.
وبدأ البحث في مقبرة جماعية عُثر عليها في جرش، شمال الأردن، حيث يعود تاريخ الجثث إلى حوالي عام 550 أو 600، وهو تاريخ الجائحة.، ودرس الباحثون عدة أسنان بشرية في هذه المنطقة، وهي نفس المنطقة التي تصف فيها الكتابات القديمة ارتفاعًا حادًا مفاجئًا في معدل الوفيات.
ووفقا للتقرير فإن "هذه هي المرة الأولى التي يُكتشف فيها وجود بكتيريا يرسينيا بيستيس في قلب الإمبراطورية البيزنطية".
واستندت التحليلات السابقة إلى اكتشافات تعود إلى نفس الفترة، ولكنها وُجدت في فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة. ومكّن هذا من تتبع مسار الوباء عبر الإمبراطورية البيزنطية في ذلك الوقت".
وفي الدراسة الأخرى التي أجرتها مجلة Pathogens، ركّز الباحثون هذه المرة على جينوم بكتيريا "يرسينيا بيستيس" من خلال تحليل مئات العينات من جرش وعينات أحدث، وأظهروا أن هذه البكتيريا كانت موجودة بكثرة بين السكان، قبل آلاف السنين من طاعون جستنيان.