بوتين: روسيا ستسمح لمواطني الصين بدخول أراضيها بدون تأشيرة

logo
صحة

أدوية شائعة تسبب تغيرات في الأداء المعرفي

أدوية شائعة تسبب تغيرات في الأداء المعرفي
تعبيرية المصدر: Pexels
25 أبريل 2025، 12:35 ص

كشفت  دراسة موسعة نشرها موقع "PsyPost" أن الأدوية الشائعة الاستخدام، سواء كانت بوصفة طبية أو من دون، قد تكون مرتبطة بتأثيرات طفيفة ولكنها مهمة في الأداء المعرفي. 

وتشير النتائج، المستندة إلى بيانات من أكثر من نصف مليون فرد في المملكة المتحدة وتم التحقق منها عبر مجموعتين سكانيّتين إضافيتين، إلى أن الاستخدام الواسع لبعض الأدوية قد يحمل "بصمة معرفية" قابلة للقياس.

وقدم الباحثون الذين أجروا الدراسة مفهوم "البصمة المعرفية"، الذي يُشبه البصمة الكربونية، لوصف التأثير التراكمي للأدوية في الوظائف المعرفية على المستويين الفردي والمجتمعي. 

ورغم أن التأثيرات على الإدراك كانت عادةً معتدلة،  فإن الحجم الكبير لاستخدام الأدوية يعني أن التغييرات الصغيرة قد تكون لها تأثيرات مهمة على مستوى السكان.

أخبار ذات علاقة

طفل يشرب الدواء

مقاومة الأدوية تقتل 3 ملايين طفل في عام واحد

وحللت الدراسة بيانات معرفية من ثلاث دراسات طولية رئيسة: ”بنك بيانات المملكة المتحدة“، الذي يشمل أكثر من 500,000 فرد تتراوح أعمارهم بين 37 و 73 عامًا؛ ودراسة ”التحقيق الأوروبي في السرطان والتغذية“ التي تضم أكثر من 8,000 مشارك؛ ودراسة ”كيرفيلي الطولية“ التي تهدف إلى فحص العوامل المؤثرة في صحة القلب وتابعت ما يقارب 3,000 رجل مسن. 

وقدمت كل مجموعة بيانات مفصلة عن استخدام الأدوية، والحالة الصحية، والأداء في اختبارات معرفية مختلفة. كما استخدم الباحثون تقنيات إحصائية متقدمة، لتقدير العلاقة بين الاستخدام المنتظم للأدوية والقدرة المعرفية العامة.

ما هي الأدوية؟

وجدت الدراسة أنماطًا ثابتة عبر البيانات، فالأدوية التي تستهدف الجهاز العصبي المركزي، مثل بعض الأدوية المضادة للاختلاج ومضادات الاكتئاب، كانت مرتبطة بتقليل الأداء المعرفي. 

وكان من بين الأدوية التي أظهرت أكبر التأثيرات السلبية حمض الفالبرويك، المستخدم لعلاج اضطرابات الصرع، والأميتربتيلين، وهو مضاد اكتئاب ثلاثي الحلقات، فقد كان لهما تأثيرات سلبية بارزة، لا سيما على سرعة التفكير والذاكرة.

من جهة أخرى، أظهرت بعض الأدوية روابط إيجابية مع الوظائف المعرفية، فالأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والنابروكسين كانت مرتبطة بتحسين النتائج في اختبارات الإدراك. 

كما أظهر الجلوكوزامين، الذي يُستخدم عادة لصحة المفاصل، تأثيرات إيجابية صغيرة ولكن متسقة. وكانت الأحماض الدهنية أوميغا-3، المعروفة بفوائدها العصبية، مرتبطة أيضًا بنتائج معرفية إيجابية في دراستين من الدراسات الثلاث.

ومن بين الاكتشافات الأكثر لفتًا للانتباه كان الباراسيتامول (الأسيتامينوفين)، وهو مسكن شائع. وعلى الرغم من أن التأثيرات الفردية كانت طفيفة، فإن ارتباطه المستمر بالأداء المعرفي الضعيف قليلًا عبر جميع المجموعات الدراسية الثلاث أدى إلى وجود بصمة معرفية سلبية كبيرة على مستوى السكان بسبب استخدامه الواسع. 

في المقابل، أظهر الإيبوبروفين، الذي يُستخدم لأسباب مشابهة، أحد أكثر الملفات المعرفية إيجابية، مما يبرز تباينًا مفاجئًا بين دواءين شائعين.

مقارنة مع العوامل البيئية والصحية

لتوضيح هذه النتائج، قارن الباحثون التأثيرات المعرفية للأدوية مع عوامل بيئية وصحية معروفة. على سبيل المثال، كان التأثير الإيجابي للإيبوبروفين في الوظائف المعرفية يعادل تقريبًا تقليل متوسط عمر السكان بشهرين أو خفض تلوث النيتروجين الدوكسيدي بمقدار ميكروغرام واحد لكل متر مكعب.

وظهرت السرعة في المعالجة والانتباه كأكثر المجالات تأثراً بشكل ثابت، مما يشير إلى أن هذه الوظائف المعرفية قد تكون حساسة بشكل خاص للتغييرات المرتبطة بالأدوية. 

مع ذلك، اختلفت درجة التأثير واتجاهه عبر الأدوية والمجموعات السكانية. على سبيل المثال، كانت العلاقة الإيجابية مع الجلوكوزامين واضحة في دراسات بنك بيانات المملكة المتحدة والتحقيق الأوروبي، ولكن لم تظهر في عينة كيرفيلي، ربما بسبب استخدامه الأقل بين المشاركين الأكبر سنًا.

رغم التعديلات الإحصائية الدقيقة لعوامل التدخل المحتملة، بما في ذلك العمر والصحة البدنية والمزاج والتعليم والدخل، حذر المؤلفون من أن نتائجهم تظل ملاحظات وليست علاقات سببية. 

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

خضروات وفواكه قد تتفوق على أدوية ضغط الدم

أهمية التقييم

وأكدوا أن الدراسة لا يمكن أن تثبت أن الأدوية تسبب تغييرات في الأداء المعرفي بشكل مباشر، وأن هناك عوامل قد تفسر بعض العلاقات الملاحظة، مثل الأفراد الذين يعانون تدهورا معرفيا مبكرا قد يكونون أكثر عرضة لاستخدام بعض الأدوية.

يشجع الباحثون على تضمين التقييمات المعرفية بشكل روتيني في التجارب السريرية والمراقبة بعد التسويق، خاصة للأدوية التي لم تُصمم أصلاً للتأثير في الدماغ. 

وأكد المحقق الرئيس في الدراسة أن التأثيرات المعرفية غير المقصودة للأدوية - سواء كانت إيجابية أو سلبية - يجب أن تُؤخذ في الاعتبار في تطوير الأدوية، وممارسات الوصف، وتخطيط الصحة العامة.

ويقدم إطار العمل للبصمة المعرفية أداة جديدة لتقييم التأثيرات الأوسع لاستخدام الأدوية على الأداء العقلي. ويجمع هذا الإطار بين حجم التأثير المعرفي للدواء وانتشاره في السكان، مما يوفر منظورًا على مستوى السكان حول الأداء المعرفي الذي تم التغاضي عنه إلى حد كبير.

وفي المستقبل، يخطط فريق البحث لتوسيع مفهوم البصمة المعرفية لتقييم التأثيرات العقلية للتعرضات الأخرى واسعة الانتشار، مثل الملوثات البيئية، والعمل بنظام الورديات، أو إحداث الحرارة الشديدة. من خلال ذلك، يأملون تحسين استراتيجيات الرعاية الصحية التي تحمي الصحة المعرفية وتعززها على مدار الحياة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC