أعاد مقال تحليلي في مجلة The Lancet بعنوان "الأطعمة فائقة التصنيع: آن أوان تقديم الصحة على الأرباح" تسليط الضوء على القلق المتصاعد من انتشار هذه المنتجات، مستنداً إلى ثلاثة أبحاث جديدة تدعو الحكومات إلى التحرك العاجل.
فوفق ما يشير إليه المقال، تقود الشركات الكبرى هذا التوسع عبر "استراتيجيات سياسية معقّدة" تجعل التعويل على وعي الأفراد وحده غير كافٍ لوقف التدهور الغذائي العالمي.
إحدى الدراسات تشبّه انتشار الأطعمة فائقة التصنيع بالتدخين؛ إذ إن الاستجابات الحكومية ما زالت "بطيئة وغير فعّالة".
وتكشف دراسة أخرى ازدياد السعرات الحرارية القادمة من هذه المنتجات؛ إذ ارتفعت في إسبانيا من 11% إلى 32% خلال العقود الثلاثة الماضية.
وتشير الباحثة ريناتا بيرتاتسي، المنتمية إلى IBSAL وجامعة سالامانكا، إلى أنّ النسبة الحالية قد تكون أعلى كثيرا بناءً على الاتجاهات المرصودة.
وتوضح بيرتاتسي لوكالة EFE أنّ هذه المنتجات "مزيج صناعي من مكوّنات رخيصة وإضافات تهدف إلى استبدال الطعام الحقيقي وتحقيق أكبر هامش ربح".
وترتبط هذه الأطعمة بارتفاع مخاطر السمنة، والسكري، وأمراض القلب، والكلى، والاكتئاب، وزيادة احتمال الوفاة المبكرة.
ومن السهل التعرّف إليها عبر مكوّناتها، من ألوان ونكهات ومحسّنات، إضافةً إلى مواد صناعية لا تُستخدم في الطبخ المنزلي مثل مالتودكسترين، شراب الذرة العالي الفروكتوز، والدهن المهدرج.
ويقترح الباحثون إجراءات حازمة، منها اعتماد ملصقات تحذيرية شبيهة بعلب السجائر، ومنعها في المدارس والمستشفيات، وتقييد عرضها في المتاجر، والحد من الإعلانات التي تروّج لها، وفرض ضرائب أعلى عليها.
ووفق كاميلا كورفالان، مديرة مركز CIAPEC في تشيلي، يجب أن تُوجّه هذه الضرائب لجعل الفواكه والخضراوات والأطعمة الطازجة في متناول الأسر ذات الدخل المحدود.
وبحسب الخبراء، فإن هذه الأبحاث تدعو إلى إعادة التفكير جذرياً في السياسات الغذائية لحماية الصحة العامة قبل أن يصبح الخطر أكبر من أن يُحتوى.