أظهرت دراسة حديثة أن بكتيريا الأمعاء قد تلعب دورا أكبر مما كان يُعتقد في صحة القلب، وقد تكون مرتبطة بالإصابة بأمراض الشرايين التاجية.
ونُشرت الدراسة في مجلة mSystems، حيث كشف الباحثون عن اختلافات واضحة في نوعية ووظائف الكائنات الدقيقة المعوية لدى المصابين بانسداد الشرايين مقارنة بالأشخاص ذوي القلوب السليمة.
وقام فريق من جامعة سونغ كيون كوان في كوريا الجنوبية بتحليل عينات بكتيريا الأمعاء لأربعة وعشرين بالغا، بينهم 14 مريضا يعانون من مرض الشريان التاجي و28 شخصا سليما.
ولم يكتف الباحثون بعدد البكتيريا، بل ركزوا على الجينات والوظائف الفعلية لهذه الجراثيم.
وأظهرت النتائج أن المصابين بمرض الشريان التاجي لديهم كمية أقل من البكتيريا النافعة، مثل Slackia isoflavoniconvertens وFaecalibacterium prausnitzii، اللتين تنتجان أحماضا دهنية قصيرة السلسلة تساعد على التحكم في الالتهابات.
بالمقابل، ارتفعت مستويات بكتيريا من عائلة Lachnospiraceae المرتبطة بمادة TMAO، والتي تزيد خطر أمراض القلب.
كما لاحظ الباحثون ارتفاع نسبة الأحماض الأمينية، مثل الأرجينين، الذي يسهم في إنتاج أكسيد النيتريك للحفاظ على مرونة الأوعية الدموية.
وقد يؤدي نقص هذا المركب إلى ضعف وظائف الأوعية الدموية.
ولفتت الدراسة إلى أن قدرة بكتيريا المرضى على تخمير السكريات البسيطة مثل اللاكتوز والزيلوز كانت أعلى، ما يشير إلى تغيّر المجتمعات الميكروبية لديهم نتيجة نمط معالجة الأغذية.
كما كشف الفريق عن اختلاف تأثير السلالات البكتيرية المميزة للنوع نفسه، إذ تمتلك بكتيريا Akkermansia muciniphila لدى الأصحاء جينات لتحليل الألياف النباتية المعقدة، بينما غابت هذه الجينات لدى مرضى الشريان التاجي.
وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية الميكروبيوم المعوي في صحة القلب، ما قد يفتح آفاقا جديدة لفهم علاجات وقائية تستهدف توازن البكتيريا داخل الأمعاء للحفاظ على صحة الشرايين.
