في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) من إنشاء رئات مصغّرة ثلاثية الأبعاد باستخدام الخلايا الجذعية، تحتوي على شبكة مكتملة من الأوعية الدموية، وهو تطوّر يُعدّ الأول من نوعه عالميًا في مجال زراعة الأعضاء المصغّرة.
وقد أشار الفريق، بقيادة الدكتورة مينغشيا غو، إلى أن هذه التقنية تمثل قفزة نوعية في القدرة على دراسة أمراض الرئة وتطوير الأدوية، لا سيما أن النماذج السابقة كانت تفتقر إلى مكوّن حيوي وأساسي في الرئة الحقيقية، وهو نظام الأوعية الدموية.
وتوصّل الباحثون إلى هذه النتيجة من خلال تغيير جوهري في طريقة تطوير العضيات، حيث لم يقوموا بفصل الخلايا الرئوية عن الخلايا الوعائية، بل دمجوها منذ البداية داخل بيئة نمو موحّدة.
هذا التفاعل المبكر بين النوعين من الخلايا أدى إلى تشكيل عضيات رئوية أكثر نضجًا، تحتوي على تنوّع خلوي وبنية مجهرية أقرب إلى الرئة البشرية.
وقد تم استخدام هذه الرئات المصغّرة لدراسة مرض وراثي نادر وقاتل يُعرف باسم خلل التنسج الشعري السنخي المصحوب باختلال في الأوردة الرئوية (ACDMPV)، الناجم عن طفرات في جين FOXF1، حيث نجحت العضيات الجديدة في محاكاة الخلل الوعائي بدقة عالية.
ورغم هذه القفزة، يقرّ الفريق بأن هذه العضيات لا تزال في مرحلة تشبه تطوّر الجنين، ويعمل حاليًا على تعريضها لقوى ميكانيكية تُشبه التنفّس، بهدف تسريع النضج البيولوجي.
وقالت الدكتورة غو: "نحن نفتح نافذة لفهمٍ أعمق لنمو الأعضاء البشرية، ونقدّم أداة واعدة للباحثين لدراسة الأمراض وتطوير علاجات أكثر دقة وفعالية".
