يسلط الفيلم الوثائقي الجديد من نتفليكس Untold: The Liver King الضوء على أسرار بريان جونسون، المعروف بلقب "ملك الكبد"، وهو مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي بنى شهرة عالمية من خلال الترويج لأسلوب حياة "الأجداد" وتناول اللحوم النيئة وأعضاء الحيوانات.
وادعى جونسون أن بنيته العضلية جاءت من تناول كبد الحيوانات النيء، وممارسة تمارين شديدة، إلا أن الفيلم كشف السر الحقيقي وراء ضخامتة، وهو تعاطيه كميات كبيرة من هرمون النمو البشري والمنشطات.
وأسس جونسون شركة Ancestral Supplements عام 2016 لبيع مكملات غذائية تحتوي على أعضاء حيوانية مجففة، وروّج لفلسفة سماها "الركائز التسع للأسلاف"، التي شملت مفاهيم مثل "النوم" و"الحماية" و"القتال".
ورغم أن بعض نصائحه، مثل النوم الجيد وقضاء وقت في الطبيعة بدت معقولة، إلا أن كثيرا من أفكاره انحدرت إلى مستوى العلم الزائف والتطرف الغذائي، بحسب تقرير نشرته صحيفة "إندبندنت".
ونال جونسون شهرته السريعة بعد ظهوره في برامج بودكاست، لكن اعترافه لاحقا باستخدام المنشطات وكشفه عن تورطه في ممارسات احتيالية سابقة قلب الصورة تماما. ورغم محاولته الظهور بمظهر التائب، لا يزال نشطا في بيع المكملات الغذائية.
مخاطر حميات اللحوم
ويشكك خبراء تغذية في صحة أنظمة الحمية مثل "الكارنيفور" (تناول اللحوم فقط) والأنظمة المستوحاة من أساليب الأكل القديمة. فبينما يركز نظام "باليو" على الأطعمة غير المصنعة والغنية بالعناصر الغذائية، يشير علماء الأنثروبولوجيا إلى أن الأنظمة الغذائية الحقيقية للأسلاف كانت متنوعة ومتأقلمة مع البيئة، وليست مقتصرة على اللحوم.
ويحذر اختصاصيو التغذية من أن الإكثار من تناول اللحوم على حساب الألياف والمغذيات النباتية يمكن أن يضر بصحة الأمعاء ويؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن. كما أن تناول اللحوم النيئة، الذي انتشر على وسائل التواصل، يزيد خطر التسمم الغذائي.
كما ينتقد الخبراء المكملات التي يروج لها مؤثرون مثل "ملك الكبد"، ويعتبرون أن الغذاء المتوازن يغني عن هذه المنتجات. ويؤكدون أن التنوع والاعتدال هما الأساس لصحة جيدة، وليس الحميات القاسية أو الطعام النيء.
في النهاية، يسلط الفيلم الضوء على ظاهرة مقلقة في عالم الصحة والعافية، حيث تطغى الشهرة والأرباح على المصداقية والعلم، ويحث الجمهور على الحذر من المؤثرين الذين يبيعون "الوهم الصحي" على حساب الحقيقة.